السعودية / نبأ – قدمت السفارة السعودية في الكويت مذكرة لوزارة الخارجية الكويتية تطلب فيها التحقيق فيما أسمته “الإساءات المتكررة من جانب عضو مجلس الأمة عبدالحميد دشتي، التي وجهها إلى المملكة في وسائل إعلام”.
وطالبت السفارة، بحسب مصادر دبلوماسية، بتحويل دشتي إلى “النيابة العامة ومحاكمته”.
وهاجم دشتي الأسبوع الماضي، في قناة “المنار” اللبنانية، سياسة المملكة في التعاطي مع الملف اليمني.
وكان النائب الكويتي قد قال في حديث خلال برنامج "بين قوسين" أنّ العدوان السعودي على اليمن أتى في سياق الهيمنة عليه، مشيراً إلى أن السعودية لا تقبل أن يتحرك الشعب اليمني بقراره السيادي أو أن يستند على شرعيته التي يستمدها من شعبها.
وأوضح دشتي أنّ هذا أمر مرفوض بالنسبة للسعودية، لافتاً إلى أنها هي من جيشت هذا التحالف بحرب هجومية وحاسبت اليمن على النوايا بحجة أن لديها صواريخ موجهة بإتجاه السعودية، مؤكداً أنّ ذلك لا ينسجم والحرب الدفاعية (التي تتلطى المملكة بها)، والتي يجب أن يترك لمن يُعتقد ويُخشى من أن يبادر بالحرب ليعلن القيام بالحرب.. لكن ما حصل هو "حرب هجومية" من قبل السعودية.
وأوضح دشتي أنّ هذه الحرب مخالفة للقوانين الدولية والاعراف وحسن الجوار، مشيراً إلى أنها أدخلت دول الخليج في مأزق، وأن ما يحدث في السعودية يؤثر سلباً على كل دول الخليج.
ولفت دشتي إلى التناقض المبدئي الذي تعيشه المملكة في تعاطيها مع الأزمة السورية وإختلاقها الأزمة في اليمن بحجة دعم الشرعية في حين لا تعترف بشرعية الرئيس السوري بشار الأسد، في المقابل تدّعي أنها تدافع عن رئيس قدم إستقالته وهرب بعد أسبوع من حراك طوق قصره وبشكل سلمي وطالبوه بالامتثال لما تم الإتفاق عليه ولا يكون أداة لا للسعودية ولا لغيرها.
ورأى النائب الكويتي أنّ الشعب اليمني يريد أن يكون متحرر وأن لا يكون تحت الهيمنة الأميركية ولا السعودية ولا الايرانية.
وحول تداعيات العدوان السعودي على اليمن، وعلى دول الخليج، رأى أنّ السعودية غيرت لهجتها تجاه الاخوان المسلمين، مذكراً أنّ دول الخليج كانت جزء من مواجهة حركة الاخوان المسلمين، ولفت إلى أنّ التحالف الذي تقوده السعودية ضد الشعب اليمني عاد بالنفع على الاخوان المسلمين، وهو ما ساعد على تحسين مسار العلاقة بين قطر والسعودية، التي كانت في حالة جفا وقبل موت الملك عبد الله ومجيء الملك سلمان، مشيراً إلى أنّ السعودية ليس لديها إستراتيجية موحدة، بل هي تتغير بذهاب ملك ومجيء آخر.
وتابع: أنا أخشى على السعوديين وطرحنا نحن ومجموعة من الاخوان مبادرة شعبية حتى نوصل رسالتنا لأشقائنا في السعودية وفي اليمن ونريد أن نمارس دور شعبي في رفض هذه الحرب نحن ككويتيين، نريد ان نكون بلسما على جراح الاشقاء لا نريد ان نغرق في المستنقع، لكن الظاهر الاخوة في السعودية غرقوا في المستنقع اليوم بعد قرابة الشهر.
ورأى أن العدوان حقق اهدافه بشكل سلبي على السعودية، مشيراً إلى أن تمدد حركة أنصار الله تم، وهو ما كنت تخشاه السعودية، متهماً المملكة بدعم القاعدة والقاء السلاح لها، في المكلا وحضرموت، معتبراً أنّ ذلك أحد أسباب تردد الباكستانيين من التدخل.
ولفت دشتي في سياق الحديث عن قدرة السعودية على التحمّل والتكيّف داخلياً إلى رخاوة البنية الداخلية الملمومة بقبضة امنية طيلة العقود الماضية، حسب قوله، غير مستبعد حصول انشقاق داخلي، ولفت أيضاً إلى الإنشقاق داخل البيت الخليجي حيث بدأت دول الخليج تتململ مثل الامارات عندما تلاحظ تحرك القاعدة واحتلال المكلا والانتشار وعودة الغزل بين النظام في السعودية والاخوان المسلمين بشتى الوسائل، موضحاً أنّ دول الخليج قد لا تكون مؤمنة بهذه الخطوة العدوانية على اليمن إنما هي ملزمة بإتفاقية دفاع مشترك.
وأشار دشتي إلى أن صبر اليمنيين على العدوان وعدم ردّهم حتّى الآن هو "صبر إستراتيجي" كما عبّر عنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله،
مشيراً إلى أنّ منطق الأمور لا يتسمر هكذا دون رد إذا واصل التحالف السعودي عدوانه، معتبراً أنّ الشعب اليمني امتص الصدمة، لافتاً إلى القدرة العسكرية للجيش اليمني وأنصار الله بأن اليمنيين يمتلكون صواريخ يصل مداها الى 950 كلم يعني تصل الى كل الاجزاء من الاقاليم السعودية.
وأشار دشتي إلى الإستياء الشعبي داخل المملكة من هيمنة الجزء النجدي عليهم ومعقل الوهابية، في الشرقية، في الجزء اليمني عسير ونجران وجيزان وكذلك في الحجاز لأنهم يمثلون الاسلام، كما تفضل السمح المستنير، حسب قوله، محتملاً أن تبادر هذه المناطق الى أن تتخلص من هذه الهيمنة.
يذكر أنّ النائب الكويتي عبد الحميد دشتي والنائب الأردني طارق خوري، يواجهان الملاحقة بإسقاط الحصانة البرلمانية عنهما على خلفية مواقفهما المؤيدة للحراك الشعبي في البحرين.