نبأ – تعيش منطقة القرن الأفريقي في مرحلة من الصراع الإقليمي المعقد، يتداخل فيه تأثير القوى الكبرى مثل الإمارات والسعودية وقطر وتركيا.
في هذا السياق، تبرز العلاقة بين السعودية وإثيوبيا كأداة استراتيجية تهدف الرياض من خلالها إلى فرض نفوذها في المنطقة على حساب القوى الأخرى، وعلى رأسها مصر والسودان.
هذا ما ترجمه لقاء وزير الخارجية الإثيوبي جيديون تيموثيوس ونائب وزير الخارجية السعودي وليد عبد الكريم الخريجي الأخير في أديس أبابا، حيث تم بحث تعزيز العلاقات الاقتصادية وقضايا إقليمية، خاصة الوضع في السودان.
تمثل العلاقات الثنائية بين البلدين جزءا من سياسة المملكة الرامية إلى الهيمنة على حوض البحر الأحمر، وهو ما تجلى في مشروعات التعاون المشتركة مثل مجلس الدول العربية والأفريقية المطلة على البحر الأحمر.
السعودية تسعى أيضا لإعادة رسم “الحدود البحرية” مع دول مثل إريتريا وإثيوبيا، وهو ما يمنحها قدرة على التأثير في القضايا الاستراتيجية المتعلقة بالسودان ومصر.
بالتوازي، تعمل تركيا وقطر على تعزيز علاقاتهما مع بعض دول القرن الأفريقي، لا سيما الصومال، حيث تحظى تركيا بنفوذ سياسي واقتصادي متزايد.
هذا التنافس الإقليمي يعكس مصالح متضاربة بين هذه الدول الكبرى في منطقة تعتبر محورية لأمنها القومي واقتصادها.