هدنةٌ إنسانيّةٌ، واللهُ لا يحبّ المعتدين.
هذا هو المبدأ الذي يؤمنُ به اليمنُ وأهلُه. مبدأٌ لم يُرفَعِ انهزاماً، أو شعوراً بوطأةِ جحافلِ العدوانِ التي لم تجرؤ على التقدُّمِ خطوةً واحدةً نحو أرضِ اليمن، طيلةَ أيّام العدوان.
الهدنةُ الإنسانيّةُ جاءت لإنقاذِ المملكةِ من المهْلَكةِ المُحقَّقة.. والتي بانت وجوهُها على الحدودِ، وبأيدي القبائل.. أما القوّةُ الضاربةُ التي قيل بأنّ السعوديّة أرسلتها نحو الحدود، فليست سوى احتفاليّةٍ تلفزيونيّة أخرى يُراد منها إتمامُ المشهدِ التخديريّ للمواطنين في المملكة الذين يُراد لهم أن يُصدِّقوا أن عاصفة الحزم حقّقت أهدافها.
لا حوارَ حول اليمنِ في الرّياض.. هذا حلمٌ عسيرٌ على المملكةِ إنجازُه، مثلُ عُسْرِها في استدعاءِ مرتزِقةٍ من باكستان ومصر وماليزيا.
ولا مكان في صنعاء ولا عدن لرؤوساءَ وزعماءَ يمنيين يُصنعون في الرّياض وفي سفاراتها..
ولا نصرَ ولا تقدّمَ لتحالفٍ قامَ على العدوانِ والتكاذبِ والمذابح بحقّ الأطفالِ والمدنيين، واعتمادِ سياسةِ التجويع والدّمار…
عشيةَ الهدنة.. وقبيلَ قمة كامب ديفيد.. اليمنُ مرفوعُ الهامةِ يمضي.. والعدوانُ إلى مزيدٍ من الانكسارِ والهزيمة…