قناة نبأ الفضائية نبأ
نبأ – ادّعت وزارة الصحة السعودية بدء استخدام ساعات ذكية لرصد المؤشرات الحيوية لدى الحجاج، بحجة “متابعة الحالات المرضية المزمنة” خلال موسم الحج الجاري.
وروّجت الوزارة أن تلك الساعات التي تهدف إلى مراقبة الحالة الصحية للحجاج في الوقت الحقيقي، حيث تُرسل البيانات مباشرة إلى الطواقم الطبية المختصة. إلا أن هذه الأجهزة، لا تقتصر على الوظائف الطبية، بل تمتلك القدرة على تحديد المواقع الجغرافية (GPS)، وربط البيانات بأجهزة تحليل مركزية، وهو ما يفتح الباب على احتمالات استخدامات أخرى لهذه البيانات.
كيف لا، وطوال السنوات انتهجت السلطات السعودية شبكات التتبع والتعقب لمواطنيها. فقد أنفقت المملكة حوالي 4 مليار دولار عام 2023 وحده، على برامج تجسّس كبيغاسوس وكوادريم تحت ذرائع “التحديث”، “الأمن”، أو “السلامة العامة”. ولا يقتصر الأمر على ذلك، فها هو النظام ينشر كاميرات التعرف على الوجوه، ويلزم المواطنين استخدام التطبيقات الحكومية، التي تتطلّب الدخول إلى بيانات الهواتف الخاصة للحصول على صلاحيات أوسع بكثير من الهدف التي أنشئت لأجله.
وهنا تلوح تساؤلات حول النوايا الحقيقية لهذه الخطوة. فهل يتعلق الأمر حقًا بالرعاية الصحية، أم أننا أمام حلقة جديدة من حلقات الرقابة الجماعية التي تمارسها السلطات حتى على الحجاج؟ ومن يضمن ألّا تُستخدم هذه البيانات في تتبّع حركة الحجاج وانتهاك خصوصياتهم.
