قطر / نبأ – ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن حالة من القلق تسود دولة قطر بسبب الخطر الذي يتهدد تنظيمها لكأس العالم 2022 بعد فضيحة الفساد التي تفجرت في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" وتحقق فيها السلطات الأمريكية والسويسرية.
ونقلت الصحيفة ـ في سياق تقرير نشرته اليوم الخميس على موقعها الألكتروني ـ عن أحد كبار رجال الأعمال في الدوحة قوله إن "الجميع يتابع ما حدث بقلق شديد.. ومن الواضح أن هذا أمر خطير للغاية، لكن من المبكر جدا التنبؤ".. غير أن الحكومة القطرية لم تعلق رسميًا على الاعتقالات.
وقالت الصحيفة إنه عندما فازت قطر بحق استضافة كأس العالم، انطلقت الاحتفالات في اللحظة التي شهدت صعود الدولة الصغيرة الغنية بالنفط إلى الساحة العالمية.
وأضافت الصحيفة أنه عقب مرور خمسة أعوام تقريبا، هدأ الشعور الأولي بالانتصار ليتحول إلى تسليم بالرضوخ للمد المتزايد من ادعاءات الفساد ضد مسعى الدوحة والمطالبات بحماية أكبر للعمال الذين سيبنون الملاعب والبنية التحتية المتعلقة باستضافة المونديال.
وأشارت الصحيفة إلى أن تيار الانتقادات الثابت تفجر الآن ليصبح تهديدا دراميا على استضافة قطر لكأس العالم بعد إلقاء القبض على سبعة من مسئولي الفيفا في تهم بالفساد تتعلق بتحقيق أمريكي في فضيحة رشى وتحقيق جنائي سويسري في إهداء بطولتي 2018 لروسيا و2022 لقطر.
ولفتت الصحيفة إلى أن كأس العالم كانت القمة التي تود قطر الوصول إليها في استراتيجيتها الناشئة خلال العقد الأخير لاستخدام قوتها المالية الظاهرة حديثا في الترويج للبلاد كلاعب عالمي كبير من تطوير الاهتمام الداخلي بالرياضة والثقافة إلى الاستثمار العالمي في أملاك عقارية في لندن وفي شركات أوروبية كبرى.
وأوضحت الصحيفة أن شركة "ديلويت" للاستشارات الإدارية كانت قدرت في عام 2013 أن قطر ستنفق نحو 200 مليار دولار على البنية التحتية في الفترة التي تسبق البطولة.
ونوهت الصحيفة بأن بورصة الدوحة شهدت انخفاضا بنسبة 5ر1% أمس الأربعاء بعد تقليل بعض من خسائرها في أعقاب أنباء الاعتقالات التي تسببت في عمليات بيع جماعي.
ونسبت الصحيفة إلى جيمس دورسي، وهو خبير في كلية راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة، قوله "لقد كانت قطر العدو الألد لنفسها، حيث ضيعت استراتيجية قوتها الناعمة وتركتها تذهب هباء".
وأشارت الصحيفة إلى أن القطريين يطرحون بشكل متزايد السؤال حول نقطة استضافة الحدث، بيد أن المسئولين يعترفون أيضا بأن فقدان الاحترام نتيجة لخسارة الحدث ستكون أسوأ بكثير.
وتابعت الصحيفة القول إن كبار المسئولين القطريين يعتقدون الآن بأنه في هذه المرحلة يمكن للبلاد المقاومة والتركيز على إنجاز العمل بالبنية التحتية للبطولة وتعيين مسئولين تنفيذيين جدد للعلاقات العامة من أجل إبعاد الاهتمام الإعلامي غير المرغوب فيه، إلا أن المراقبين في الدوحة يدركون حاليا بشكل كامل أن تصعيد الأمر من تحقيقات داخلية إلى تحقيقات جنائية في سويسرا والولايات المتحدة يمثل تطورا خطيرا للأزمة.