أخبار عاجلة

بين الدعوة للتسامح ونزع الملكيات والمنازل: ازدواجية عقارية في السعودية

نبأ – في مشهد يعكس تناقض السياسات الرسمية في السعودية، دعا وزير الشؤون الإسلامية عبداللطيف آل الشيخ خطباء الجوامع بتخصيص خطبة الجمعة القادمة، للتحذير مما وصفه بـ”جشع ملاك العقارات” ورفع الإيجارات بشكل يضر بالمواطنين، مدعيا أنه يجب التعامل بـ “الرحمة والتوازن” مع المستأجرين، مشيرا إلى أن هذه التوجيهات تأتي بدعم من ولي العهد محمد بن سلمان لتحقيق الاستقرار السكني.

هذا الخطاب لا ينسجم مع ما تقوم به الحكومة فعليا، حيث وافق مجلس الوزراء قبل نحو 10 أيام، على نظام نزع ملكيات العقارات من المواطنين بحجة “المنفعة العامة”. القرار يعطي الدولة صلاحيات لوضع اليد على منازل وأراضي المواطنين لتنفيذ مشاريع تجارية وسياحية، دون أي ضمان حقيقي لحقوق المتضررين.

وخلال جلسة المجلس الشهر الماضي في جدة، صادقت الحكومة أيضا على خطة تطوير منطقة عسير، التي تشمل نزع الملكيات العقارية لصالح مشاريع تدعي السلطات أنها “تنموية”، بينما يرى مواطنون أنها تهدف إلى تغيير هوية المنطقة وتهجير سكانها لصالح المستثمرين.

وفي الوقت الذي يُطلب فيه من الناس الصبر والتسامح وعدم السعي للربح المفرط، تقوم الدولة نفسها باستخدام سلطاتها لانتزاع ممتلكات المواطنين لصالح شركات ومشاريع خاصة، مما يثير تساؤلات واسعة حول من هو الجشع الحقيقي: المواطن الذي يرفع الإيجار ليواكب تكاليف المعيشة، أم الدولة التي تسحب ملكيات الناس وتحوّل السكن إلى سلعة في سوق الاستثمارات؟