نبأ – رغم أن معظم التقديرات السابقة كانت تستبعد نشوب النزاع بين روسيا وأوكرانيا، فإن التطوّرات الميدانيّة والسياسية خلال الشهرين الأخيرين تشي بتطوّر الحرب لتشمل دولاً أوروبية أخرى. وفي حين لا يزال من المبكر الحكم على مسار الحرب ما إذا كانت ستنكفئ أم ستّتوسع إلا أن ثمّة مؤشرات تحمل رسائل سياسية ساخنة، في إطار تلاعب الولايات المتحدة بمسار الحرب، وهي المستفيد الأول ماليًا من استعارها، على غرار ما فعلته خلال الحرب العالمية الثانية.
في نهاية سبتمبر الفائت وأكتوبر الجاري، عشرات الطائرات المسيّرة الروسية دخلت إلى بعض الدول الأوروبية الأخرى من بولندا والدنمارك والنرويج وإستونيا وليتوانيا، والتي اعتبرت في ذلك تهديدًا لأمنها. رغم تمويلها حربٍ تقودها أوكرانيا في الواجهة، فيما تستعر نيرانها بوقود أوروبي.
رئيس أركان الجيش الفرنسي فابيان ماندون تصدّر التصريحات الأوروبية في 25 أكتوبر الجاري بدعوته القوات الفرنسية إلى أن تستعد لصدمة خلال 3 سنوات في مواجهة روسيا. بدورها رئيسة وزراء الدنمارك مته فريدريكسن رأت أن أوروبا تواجه أخطر وضع منذ الحرب العالمية الثانية. في حين أكّدت رئيسة المفوّضية الأوروبية أورسولا جيرترود فون دير أن أوروبا تواجه “حرباً هجينة” تشمل انتهاكات جوّية وطائرات مسيّرة.
أما تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في 25 سبتمبر، بأن روسيا “في حربٍ حقيقية” مع الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي، فيشكّل مؤشّراً بأن موسكو ترى النزاع بأنه تجاوز حدود أوكرانيا. وهو تصريحٌ يلاقي كلام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي دعا الأوروبيين للتصدي للمسيرات الروسية بحزم. وأمام هذا المشهد، يقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب مستغلًا الطرفين الروسي والأوكراني ومستفيدًا من بيع الأسلحة.
لا يزال من المبكر استشراف مسار الحرب، لكن الأكيد أنها لم تعد بشكلها الذي عرفناه في السابق، فهل تدخل أوروبا الحرب بشكل مباشر؟
قناة نبأ الفضائية نبأ