نبأ – في رحلةٍ تختصر وجع آلاف العمّال الأفارقة، تبرز حكاية الشابة الكينية تابيثا بوليتي، التي غادرت نيروبي بحثًا عن حياةٍ أفضل في السعودية، فإذا بها تنضم إلى قائمة طويلة من العاملات اللواتي اصطدمن بواقع الصعوبة والاستغلال بدلًا من الوعود البراقة. تابيثا تركت طفلها في رعاية والدتها، وخرجت مثقلةً بالأمل والمسؤولية، بعد تجربة شخصية مريرة دفعتها لإعادة بناء حياتها، لكن طريقها نحو “المستقبل الأفضل” تحوّل إلى عبء جديد من المشقّة والوحدة والغربة.
وبحسب شهادتها لموقع TUKO الكيني في 5 نوفمبر الحالي، دخلت بوليتي سوق العمل في السعودية الذي يمنح أصحاب العمل سلطة شبه مطلقة على مصير العمال الأجانب، ويقيّد قدرتهم على التنقل أو ترك العمل حتى في أصعب الظروف. هذا الواقع جعل رحلتها ليست فقط بحثًا عن لقمة العيش، بل مواجهة يومية مع منظومة تُحاصر حقوق العامل وتتركه تحت رحمة من يملك عقده وإقامته، فقد تعرّضت بوليتي إلى أبشع أشكال الترهيب واتهامها بالسرقة إضافة إلى احتجاز جواز سفرها.
ورغم أنّ قصتها لم تنته بمأساة جسدية، فإن التجربة النفسية والإنسانية التي مرّت بها تكشف حجم العناء الذي يتكرّر مع الآلاف، ممن تُدفع بهم الحاجة ليغادروا أوطانهم حاملين أملًا كبيرًا، قبل أن يصطدموا بجدران الاستغلال وبيئات عمل تفتقر إلى الحدّ الأدنى من الحماية والكرامة.
ويبقى السؤال مفتوحًا: إلى متى يستمر هذا النزيف الإنساني يقيد العاملات ويجعل مصيرهن رهينة لأمزجة أصحاب العمل، بينما تتراكم الشهادات والصيحات ولا تزال المحاسبة غائبة؟
قناة نبأ الفضائية نبأ