السعودية / نبأ – أعرب مركز "أمان" لمراقبة حقوق الإنسان عن قلقه البالغ من تطورات الوضع الأمني داخل العربية السعودية إذ شهدت الأحياء والمدن التي تسكنها الطائفة الشيعية في المنطقة الشرقية سلسلة من التفجيرات الإرهابية راح ضحيتها نحو 150 بين شهيد وجريح بينهم عدد من الأطفال.
ورصد المركز في تقرير اليوم الثلاثاء 2 حزيران/ يونيو سلسلة الهجمات الارهابية على أماكن العبادة والتجمعات الشيعية، منذ أكتوبر 2014، حيث استهداف الارهاب قرية الدالوة إلى 29 مايو 2015 حيث استهداف جامع بمدينة الدمام.
ورأى المركز أن التفجيرات المتعاقبة هي نتيجة سياسات التهميش ونشر الكراهية الطائفية ضد الشيعة والتي رعاها النظام السعودي بشكل ممنهج طوال عقود طويلة، مؤكداً أنّ حكومة العربية السعودية أظهرت تساهلاً خطيراً تجاه حملات التحريض ضد الشيعة في الصحف والقنوات الفضائية المرخصة محلياً وعبر التلفزيون الرسمي، إضافة للحملات المسعورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبالخصوص “تويتر”.
وأشار إلى أنّ بعض الوزارات والمرافق الحكومية شاركت في دعم تلك الحملات الطائفية في أوقات مختلفة وبأساليب متعددة، كعقد الندوات والمسابقات وطباعة ونشر الكتب والمطويات بينها وزارتي “التعليم” و”الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد” والمكاتب التعاونية التابعة لها.
ولفت المركز الحقوقي إلى أن سياسة التطرف والتعصب المطبقة في المناهج الدراسية والتي تكفر كثير من الطوائف وضمنها الشيعة تتعارض مع مضمون المادة الثانية عشرة من النظام الأساسي للحكم والتي تنص على أن (تعزيز الوحدة الوطنية واجب وتمنع الدولة كل ما يؤذي للفرقة والفتنة والانقسام).
وإعتبر أنّ إقصاء الشيعة من الوزارات السيادية والأجهزة الأمنية مهّد الفرص الواسعة لاستهداف الشيعة وساهم في إضعاف قدراتهم وإمكاناتهم للرد على الحملات المضادة التي تستهدفهم ما جعلهم هدفاً سهلاً لهجمات الجماعات المتطرفة وفي مقدمها تنظيم “داعش”.
ودعا "أمان" إلى توفير الحماية لأبناء الطائفة الشيعية، والسماح لهم وكافة الجماعات المختلفة مع المذهب الرسمي للدولة بممارسة طقوسهم وشعائرهم بكل حرية.
كما دعا إلى سن قانون تجريم التحريض والتمييز الطائفي، وتطهير وتنقية المناهج التعليمية في المدارس والجامعات من الأفكار التي تدعو إلى ذلك، وإلى ملاحقة ومعاقبة الكتاب والخطباء وكل الداعين إلى ممارسة التطهير والقتل على الهوية المذهبية.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.