أخبار عاجلة

طائرات وشركات وسيطة.. أبو ظبي تُغطي السلاح بعباءة الإغاثة في السودان

نبأ – تتضح ملامح الحرب في السودان كلما انكشفت خيوطها الخفية: هي ليست فوضى داخلية فحسب، بل مشروع نفوذ خارجي تُديره أبو ظبي بدم بارد. تقرير لصحيفة “ذا أوبزرفر” البريطانية وثّق شبكة دعم إماراتية متعددة الطبقات لمليشيا “الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، عبر مستشفى ميداني أُقيم في تشاد قرب الحدود ومعابر جوية لإمدادها بالأسلحة تحت مسمى مساعدات إنسانية.

وبحسب التقرير، الهندسة اللوجستية العسكرية شملت أيضا مطارات في تشاد وليبيا، وطائرات تُدار عبر شركات وسيطة تمنح الإمارات “مظلّة إنكار” أمام اتهامات نقل سلاح ومعدات قتالية. وتشير شهادات وتقارير أممية إلى أن شحنات أسلحة أعادت أبو ظبي تصديرها قد ظهرت داخل دارفور، فيما التزمت العواصم المؤثرة صمتًا تحت عنوان “الاستقرار الإقليمي” وحماية مصالح الممرات البحرية.

وعلى الأرض، مكّن هذا الإسناد العسكري والمالي مليشيا قوات الدعم السريع من توسيع قبضتها الدموية في دارفور، مع ارتكابها أعمال قتل جماعي واغتصاب وتجويع وحصار للمدنيين في الفاشر ومحيطها، وسط تقارير متواترة عن تهجير قسري وانهيار تام للمنظومة الإنسانية.

وبينما تتكشّف طبقات الدور الإماراتي، يغيب أي تحرك حقيقي لوقف النزيف السوداني. فهل يُترك هذا البلد ساحة مفتوحة لاستثمار الحروب ومراكمة النفوذ، أم يقترب يوم تُحاسَب فيه الأطراف التي أشعلت النار ثم ادعت إطفاءها؟