نبأ – بينما يُسوَّق للتحالف السعودي‑المصري على أنه متين ومستقر، كشفت تسريبات حديثة نشرها حساب “الملك” على منصات التواصل المعروف بتسريباته ضد نظام القاهرة عن صراع خفي وحرب إعلامية مستترة بين الرياض والقاهرة، تعود جذورها إلى عام 2017. وقد أظهرت الوثائق المتداولة تنافساً سرياً على النفوذ الإقليمي وقيادة القرار العربي، وتبرز كيف أن التحالف الرسمي يخفي وراءه خلافات استراتيجية عميقة.
الصراع السعودي المصري يظهر في محطات عديدة، منها ما كشفت عنه وثيقة تعود للعام 2023، بأن الرياض سعت للسيطرة على منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، الذي لطالما تولاه مصري، إلى جانب طرح فكرة نقل مقر الجامعة إلى المملكة، ولكن الإصرار المصري حال دون حصول ذلك.
كما أن الخلاف بين البلدين احتدم تحت الطاولة، عندما عمدت السعودية إلى دعم حملات إعلامية لمهاجمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشكل ممنهج، اتهمته بالتخاذل في قضية غزة. الأمر الذي تزامن مع الحديث عن إقامة قاعدة عسكرية أميركية في تيران وصنافير التي استحوذت عليها الرياض.
ولعلّ الأهداف الحقيقية لمحمد بن سلمان تظهر جليّة من خلال التعاطي مع الملف الفلسطيني، عبر إضعاف دور القاهرة، وتولّيه رعاية مؤتمرات كمؤتمر نيويورك لدعم مزاعم حل الدولتين، ما يعني هيمنة سعودية على المشهد العربي والإسلامي، في تقاطع مصالح مع كل من واشنطن وتل أبيب.
باختصار، التحالف الرسمي بين القاهرة والرياض هو مجرد واجهة لتنافس استراتيجي حقيقي، وأن الأخيرة تسعى لفرض هيمنتها الإقليمية وإن روّج الإعلام عكس ذلك.
قناة نبأ الفضائية نبأ