نبأ – يختتم منتدى TOURISE 2025 أعماله في الرياض، اليوم الخميس، برعاية ولي العهد محمد بن سلمان، بمشاركة مسؤولين ومستثمرين أجانب، في فعالية تسعى لتسويق صورة المملكة كقوة صاعدة في السياحة والاستدامة، وسط انتقادات حادة لسياساتها الاقتصادية والحقوقية.
المنتدى الذي حمل شعار “الخطوة الضخمة المستقبلية” شهد إعلان صندوق التنمية السياحية عن استثمارات جديدة بقيمة 2.9 مليار ريال تشمل مشاريع فندقية ومنتجعات في مناطق مختلفة. وتأتي هذه المشاريع تأتي ضمن محاولات الحكومة تنويع الاقتصاد بعيدا عن النفط، لكنها في الواقع تعكس اعتمادا متزايدا على رأس المال الأجنبي في ظل غياب تنمية محلية حقيقية وتفاقم البطالة بين الشباب.
وفي كلمته، ادعى وزير السياحة أحمد الخطيب إن حجم الاستثمارات في القطاع منذ إطلاق رؤية 2030 يتراوح بين 150 و200 مليار دولار، مشيرا إلى أن المنتدى يسعى لتحويل الرؤى إلى واقع عبر توقيع صفقات تفوق 113 مليار دولار. لكن هذه الأرقام يراها خبراء مبالغ فيها دعائيا، حيث يبقى كثير منها في إطار مذكرات تفاهم غير ملزمة، فيما لم تظهر نتائج ملموسة على مستوى الاقتصاد الحقيقي أو معيشة المواطنين.
وزعم الوزير السعودي أن المملكة باتت بيئة جاذبة للاستثمار السياحي، إلا أن الواقع يشير إلى تحديات بنيوية، أبرزها ارتفاع تكاليف المعيشة، وغياب الشفافية في إدارة المشاريع الضخمة، إضافة إلى الاعتماد على العمالة الأجنبية الرخيصة في قطاعات الترفيه والضيافة.
وفي جلسة بعنوان “العالم أمام مفترق طرق مناخي”، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية ومبعوث شؤون المناخ عادل الجبير إن مواجهة التغيّر المناخي ركيزة لاستدامة السياحة، غير أن هذه التصريحات بدت متناقضة مع سياسات المملكة النفطية ومشاريعها العملاقة مثل نيوم والقدية، التي تستهلك كميات ضخمة من الطاقة والمياه، ما يجعل الحديث عن “الاستدامة” أقرب إلى ترويج إعلامي من التزام فعلي بالتحول الأخضر.
أما المتحدث باسم المنتدى عبدالله الدخيل فوصف الحدث بأنه منصة عالمية لتشكيل مستقبل السياحة، مشيرا إلى مشاركة أكثر من 120 متحدثا في 40 جلسة و15 ورشة عمل. لكن ناشطون يرون أن المنتدى يخدم أجندة سياسية تهدف إلى تلميع صورة النظام السعودي أمام الغرب في ظل استمرار الاعتقالات السياسية وتقييد الحريات، مؤكدين أن هذه الفعاليات الباذخة لا تعكس واقع المواطن الذي يعاني ضغوطا اقتصادية وضرائب مرتفعة.
وشددوا على أن السياحة في ظل نظام ابن سلمان باتت أداة لتسويق “رؤية” تفتقر إلى العدالة الاجتماعية والشفافية، فيما تتحول المشاريع الكبرى إلى وسيلة دعائية تغطي إخفاقات سياسية واقتصادية كبيرة.
قناة نبأ الفضائية نبأ