نبأ – أقرت رابطة مشاة البحرية الأميركية في تحليل غير مسبوق بأن العمليات التي تنفذها القوات اليمنية في البحر الأحمر قد شكلت درسا عسكريا استثنائيا، بعدما تمكنت من تحدّي البحرية الأميركية وفرض أعباء مالية هائلة عليها، رغم عدم امتلاك اليمن لقوة بحرية أو جوية تقليدية كبيرة.
وأكد التحليل أن اليمنيين نجحوا في تحقيق تأثير يفوق قدراتهم المادية بفضل اعتمادهم مبدأ الحرب غير المتكافئة وقدرتهم العالية على المناورة والتكيف، واستخدامهم أدوات منخفضة الكلفة مقارنة بالمنظومات الأميركية باهظة الثمن.
وقدّمت الرابطة مثالا على هذا التفاوت اللافت، مشيرة إلى أن إسقاط طائرة مسيرة يمنية لا تتجاوز كلفتها بضعة آلاف من الدولارات، قد يستهلك صاروخا أميركيا تصل قيمته إلى ما يقارب 4 ملايين دولار.
كما أبرز التقرير لجوء اليمنيين إلى تكتيك أسراب المسيّرات لتشتيت الدفاعات وتعطيل قدراتها قبل تنفيذ الهجمات الأساسية، ما أدى إلى تغيير ديناميكية المواجهة في البحر الأحمر ودفع حاملات الطائرات الأميركية وقوات من دول الناتو إلى إعادة تموضعها.
وأشارت الرابطة إلى أن هذه التجربة تمثل فرصة نادرة أمام سلاح مشاة البحرية لإعادة تقييم رؤيته للمعارك المستقبلية، معتبرة أن الابتكار الحقيقي لا يتطلب ميزانيات ضخمة، بل يحتاج إلى عقلية خلاقة ومرنة لا تخشى طرق الأساليب غير التقليدية.
ولفت التحليل إلى أن دروس البحر الأحمر تؤكد أن الكمية والتنوع في الوسائل قد يتفوقان على النوعية وحدها، وأن نجاح الولايات المتحدة في مواجهة هذه العمليات يعتمد حاليا على تفوقها الاقتصادي والتكنولوجي أكثر من اعتماده على الإبداع العملياتي.
وفي اعتراف لافت، قالت الرابطة: “لم نتوقع يوما أن نستعير تكتيكات من مجموعات يمنية، لكن هذا هو الواقع اليوم”، مؤكدة أن المطلوب من سلاح مشاة البحرية ليس مديح التجربة اليمنية، بل التعلم منها وتطويعها لاحتياجات معارك الغد.
واختتم التحليل بتساؤل دال: “الدروس باتت واضحة .. فهل نملك التواضع لنتعلم؟
قناة نبأ الفضائية نبأ