أخبار عاجلة

الشيخ نعيم قاسم في الذكرى السنوية للحاج محمد عفيف: الإعلام المقاوم كشف حقيقة المعركة مع الإسرائيلي والوصاية الأميركية على لبنان خطر كبير

نبأ – أكد الأمين العام لحزب الله في لبنان الشيخ نعيم قاسم، أهمية دور الإعلام المقاوم والحليف في كشف حقيقة المعركة وفضح جرائم الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة بحق الشعبين اللبناني والفلسطيني، مشددا على أن الاحتلال الإسرائيلي أقدم على اغتيال مسؤول وحدة العلاقات الإعلامية الشهيد محمد عفيف لأنه نجح في تسويق الفكرة والسردية المقاومة التي أرادها حزب الله والتي هي تعبير عن واقع المقاومة الإسلامية وجمهورها.

وفي كلمته بالذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الحاج عفيف ورفاقه الأربعة، شدّد الشيخ قاسم على أن اغتيال الإعلاميين خلال معركة “أولي البأس” جاء نتيجة نجاحهم في إبراز وقائع المعركة ودحض إعلام الطواغيت والمجرمين، مشيرا إلى أن النتائج التي حققها الإعلام المقاوم لا يمكن الاستهانة بها، فهي السبب الفعلي وراء استهدافهم.

وفي سياق الوفاء والتكريم، توقف عند تضحيات الشهيد عز الدين القسام الذي استشهد بتاريخ 20 تشرين الثاني – نوفمبر 1935 وقال إنه كان من رواد تنظيم خلايا المقاومة الفلسطينية ضد الانتداب البريطاني والعصابات الصهيونية قبل نشوء الكيان الإسرائيلي، موجها التحية الخاصة إلى “القسام” كبطل وطني وداعية إلى الله.

وحول استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان، والخروقات المتكررة لوقف إطلاق النار، أكد الشيخ قاسم أن ‫ما يجري اليوم ليس عدم تطبيق اتفاق وقت إطلاق النار من قبل الإسرائيلي، بل ما يجري هو عدوان موصوف ابتدائي يهدف إلى السيطرة على لبنان ‫وتجريده من قوته.

وتطرق إلى تعرض قوة من “اليونيفيل” يوم أمس لإطلاق نار من قبل الاحتلال الإسرائيلي، معتبرا أن هذا الحادث يشكل دليلا إضافيا على تمادي العدوان في استهداف لبنان وسيادته، موضحا أن كل المكوّنات اللبنانية مُستهدفة، وأن العدوان يطال الجميع، وأن الإسرائيلي لا يقبل اليونيفيل ولا الجيش اللبناني ولا المدنيين ولا الاستقرار، مؤكدا أن هدفه هو فرض السيطرة بمختلف الأساليب وخلق حالة من الفوضى وعدم الأمان في الجنوب وفي كل لبنان.

كما أشار إلى أن جدارا أقامه الإسرائيليون تجاوز الخط الأزرق، ما أدى إلى فقدان أكثر من أربعة آلاف متر مربع من الأراضي اللبنانية وحرمان الشعب اللبناني من الاستفادة منها، وهو ما وثقه بيان لقوات اليونيفيل.

واعتبر الشيخ قاسم أن الاعتداء الموسع على قوات اليونيفيل والجيش اللبناني والمدنيين يدل على أن لبنان أمام عدوان خطير ذو امتداد أوسع، ما يتطلّب مواجهة شاملة بكافة الوسائل الممكنة، لا سيما الدبلوماسية والسياسية مع ضرورة التفكير بخطط فعلية لرد هذا العدوان، داعيا الحكومة إلى تحمل مسؤولياتها في التفكير الجدي ووضع برامج للمواجهة، وإعداد استراتيجيات واضحة لحماية سيادة لبنان.

وكشف الأمين العام لحزب الله عن أنه خلال اللقاءات مع المبعوثين الدوليين فهم يُجمعون على أحقية لبنان، ويعترفون بتغوّل الكيان الإسرائيلي بدعم أميركي، لكنهم يطالبون بالتجاوب، أي “الاستسلام عمليا”، مشددا على أن هذا المنطق غير مقبول، إذ ينبغي تحميل العدوان نفسه المسؤولية وليس المقاومة أو أي جهة وطنية أخرى، وأن تحميل المقاومة مسؤولية الأوضاع بحجة رفضها الاستسلام هو بمثابة تسليم لبنان للكيان الإسرائيلي، مجددا التأكيد أن حزب الله شريك فعلي في الدولة ولن يقبل بتمرير مخططات الاحتلال.

وتابع قائلا: “الحكومة ترتكب خطأ فادحا عندما تلجأ إلى التنازلات ظنا منها أن هذا سينهي العدوان. التجارب أثبتت عدم فعالية هذا المسار، وأن كل العروض والتنازلات المقدّمة من الجانب اللبناني لم تنجح في الحصول على أي التزام من الطرف الإسرائيلي، بل واصلت قوات الاحتلال انتهاكاتها دون تقديم أي ضمانات”. وذكّر بأن قرار حصرية السلاح والخطط المعدلة لاحقا وإجراءات انتشار الجيش وتحريك عجلة التفاوض وحتى إقرار مبادئ ورقة براك، جميعها كانت تنازلات لم تثمر عن أي تغيير حقيقي، مشيرا إلى ضرورة مراجعة هذا النهج وتوحيد الجهود الوطنية دفاعا عن حقوق لبنان وسيادته.

وتوجه الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إلى السلطة في لبنان قائلا: “جربوا قول كلمة “لا” على أساس حقوق لبنان، ونكون معا جميعا، ولو بقي بعض المتلوثين بالرغبة في السيطرة واتباع الأجنبي، سننجح معا إذا كنا وقفنا جميعا.”

وتابع: “الوصاية الأميركية على لبنان خطر كبير جدا وهذه الوصاية لا تعمل من أجل استقرار لبنان، فأميركا هي معتدية وراعية للعدوان الإسرائيلي”.

وتساءل الشيخ قاسم: “من الذي خرب لبنان من سنة 2019 حتى الآن؟ الأميركيون هم الذين خربوا لبنان، فالتظاهرات التي حصلت كان فيها ألم شعبي لكن أيضا فيها تدخل أجنبي أميركي يريد أن يُحدث فتنة داخلية وتعديل بالموازين الداخلية”.

وأضاف: “العملة انهارت في لبنان بسبب أميركا، والبنوك أفلست بسبب أميركا، والاقتصاد تضرر بسببها، فهي منعت وصول الكهرباء من مصر ومن الأردن، والنفط عطلوه من خلال طريقة العمل واستدراج العروض.”

وقال: “إذا أردت أن تعرف أكبر المصائب الموجودة في لبنان، فتش عن أميركا”.