نبأ – في خضمّ الاحتفاء الرسمي السعودي بما يُقدَّم كاختراقٍ دبلوماسي في واشنطن، برزَت قراءات سياسية تعتبر أنّ الصفقة الأخيرة جاءت محمَّلة بتنازلاتٍ عربية عميقة، مقابل ضمانات تُلبّي احتياجات محمد بن سلمان، أكثر مما تخدم القضايا الإقليمية.
فوفقَ “ذا جيروزاليم بوست”، الصفقة السعودية-الأميركية التي ضمنَت تسليحًا متطورًا، واتفاقًا دفاعيًا، ومسارًا لبرنامجٍ نووي مدني، تُقدَّم كجزءٍ مِن تبادل منفعي مباشِر مع البيت الأبيض، يتجاوز في طبيعته حدود المصالح المشتركة نحو شبكة من الترتيبات الشخصية والسياسية.
وتذهب هذه القراءات إلى أن النظام السعودي لم يكتفِ بالتخلّي عن القضية الفلسطينية، بل تحوّل إلى عاملٍ شريكٍ في عزلتها، خصوصًا مع قبول واشنطن إعادة هيكلة ملف غزة. وفي الوقت الذي تتراجع فيه قدرة كيان الاحتلال الإسرائيلي على الحفاظ على موقعه المُراد في المنطقة، تُظهِر التحولات الإقليمية أنّ السياسة السعودية باتت تميل إلى تفكيك جبهة المقاومة، وتسهيل تمرير المشاريع الأميركية الإسرائيلية التي تتعلّق بإدارة الصراع لا بحَلّه، في ظل تصاعد الإجرام والتطرُف، خصوصًا في الضفة الغربية المحتلة.
هذه التحولات تُعمّق الفجوة العربية وتُضعف قدرة المنطقة على بناء موقفٍ جماعي، ما يجعل زيارة ابن سلمان إلى واشنطن، محطة مثيرة للجدل في المشهد السياسي الراهن.
قناة نبأ الفضائية نبأ