نبأ – في حلقة جديدة من “ساوث بارك” الساخر، عاد البرنامج ليؤكد قدرته على تحويل القضايا السياسية والثقافية المعقدة إلى مادة كوميدية جارحة تكشف التناقضات العميقة في المشهدين الأميركي والدولي.
الحلقة، التي حملت عنوان “Turkey Trot”، لا تكتفي بالسخرية من حضور المال السعودي في عالم الترفيه والرياضة، بل تنطلق أولًا من نقد ذاتي للمجتمع الأميركي: مجتمع بات، بحسب رؤية البرنامج، أكثر استعدادًا لبيع المبادئ مقابل التمويل الخارجي. من هذه النقطة، يبني “ساوث بارك” حبكته.
فاجتماع البلدية الذي يبحث بيأس عن راعٍ لسباق عيد الشكر يتحوّل إلى مرآة تعكس الأزمة الاقتصادية وضغط التضخم داخل الولايات المتحدة، قبل أن يظهر الحل السهل: المال السعودي.
هنا يبدأ البرنامج في تفكيك العلاقة بين الطرفين؛ ليس باعتبارها علاقة صراف آلي من جانب الرياض فقط، بل باعتبارها أيضًا قابلية أميركية للاستعانة بتمويل خارجي دون اكتراث للبعد الأخلاقي أو السياسي.
الإعلان الساخر داخل الحلقة—بأصوات عربية مدبلجة، وصور نمطية، وتحذير من انتقاد العائلة المالكة—يُبرز كيف يُختزل الشرق الأوسط في خطاب تبسيطي يهدف للضحك، لكنه يشير إلى فشل الجهود السعودية في كسر هذه الصورة النمطية عبر استراتيجية تعتمد على الإنفاق أكثر من بناء سردية ثقافية مؤثرة.
وبينما يوجّه البرنامج سهامه إلى تركي آل الشيخ ومشاريع الترفيه في المملكة، فإنه يقدّم نقدًا مزدوجًا: نقدًا للرياض التي تراهن على القوة الناعمة بصورة استعراضية، ونقدًا لواشنطن التي تقبل هذا التمويل رغم نفاقها المعلن تجاه قضايا حقوق الإنسان.
قناة نبأ الفضائية نبأ