نبأ – موجةُ قلقٍ مُتصاعدة يُثيرها الاتفاق الدفاعي الجديد بين السعودية وباكستان، إذ تُلوِّح صياغته الفضفاضة بما سُمّي “جميع الوسائل العسكرية”، مِن دون استبعادٍ واضح للبُعد النووي، ما يفتح بابًا واسعًا على مخاطر الانتشار في منطقةٍ تعيش توترًا جيوسياسيًا.
هذا بالضبط، ما تمّ تسليط الضوء عليه في تحليلٍ نشرهُ موقع Nuclear Network في الأوّل من ديسمبر الجاري، مُضيفًا أنّ الرياض، التي تُكثّف رهاناتها الأمنية، تبدو مُعتمِدة على الغموض لانتزاع مظلّةٍ ردعية، لا يملكها الشريك الباكستاني، ومُحاولةً الاستثمار في الضبابيّة لتعويض عجزها عن تطوير برنامجها العسكري. وبهذه الطريقة، يتحوّل الاتفاق إلى مصدر إرباكٍ استراتيجي، بدلًا من ضمانٍ أمني.
هذا ويُهدّد توسيع إطار الردع الباكستاني بتشتيت عقيدة إسلام آباد النووية التي صُمِّمت أساسًا لمواجهة الهند، وليس لخدمة طموحاتٍ إقليمية على بُعد آلاف الكيلومترات، وسط سباق التسلُح المستمرّ.
وبذلك، تُعرّض السعودية الخليج لتوازناتٍ هشّة يصعب ضبطها. أما باكستان، فتكسب نفوذًا قصير المدى، لكنّها تُقامر بسُمعتها النووية أمام القوى الدولية. وفي المُحَصّلة، يُفاقم الاتفاق الغامض هشاشة الأمن الإقليمي، ويُعطي محمد بن سلمان هامشًا خطيرًا للمناورة، في ملفٍّ بالغ الحساسية.
قناة نبأ الفضائية نبأ