نبأ – جدّدت السعودية وديعتها البالغة نحو 3 مليارات دولار لدى البنك الحكومي الباكستاني، وفق ما ذكرته صحيفة دايلي تايمز، في خطوة تُقدَّم على أنها دعم للاقتصاد الباكستاني المتعثر. غير أنّ التوقيت والسياق الاقتصادي الداخلي للمملكة يطرحان أسئلة جدية حول حقيقة هذا الدعم وحدوده.
ففي الوقت الذي تؤكد فيه الرياض رغبتها في مساعدة حليفتها، تعيش المملكة نفسها ضغوطا مالية، بفعل تراجع أسعار النفط، واتساع كلفة مشاريع رؤية 2030 التي تستنزف الخزينة دون نتائج ملموسة.
هذا الواقع يجعل من الوديعة المتجددة أقلّ خطوة إنقاذية للاقتصاد الباكستاني، وأكثر ورقة نفوذ تستخدمها الرياض لفرض شروطها السياسية على إسلام آباد في ظل محاولات النظام السعودي الحفاظ على مكانته الإقليمية رغم أزماته الداخلية. وفي الوقت الذي تحتاج فيه باكستان إلى دعم اقتصادي فعلي ومستدام، تبدو المساعدة السعودية مجرّد خطوة رمزية تهدف لتلميع صورة الرياض لا أكثر، مع بقاء الثمن السياسي معلّقا على الجانب الباكستاني.
وبهذه الخطوة، تؤكّد المملكة مجددا اعتمادها سياسة المال مقابل النفوذ، رغم التحديات التي تعصف باقتصادها، وهو ما يفاقم الانتقادات الموجّهة لسياساتها الخارجية والداخلية على حدّ سواء.
قناة نبأ الفضائية نبأ