نبأ – في أبريل عام 2023، وبينما كانت نيران الحرب الأهلية تحاصر السودان من أطرافه كافة، كان موظفو وزارة الخارجية البريطانية يعملون على إعداد تقييم عاجل للمخاطر المتوقعة في البلاد. غير أنّ الوثيقة التي كان يفترض أن تُرفع للدوائر الحكومية كإنذار مبكر، مُنعت من الإصدار بنسختها الواقعية.
المحلل الذي تولّى إعداد التقرير، يروي لصحيفة الغارديان في تقرير نشر في الثالث من ديسمبر الجاري حقيقة ما جرى من الداخل، ويقول المحلل وأحد العاملين في فريق تقييم التهديدات: “كنا نرى الخطر واضحًا… كان هناك احتمال حقيقي لوقوع إبادة جماعية في دارفور، لكن وزارة الخارجية طلبت منا استخدام لغة أقل حدّة”. بالنسبة له، لم يكن ذلك مجرد تعديل لغوي، بل رقابة متعمدة لحماية علاقات المملكة المتحدة مع الإمارات، التي تدعم قوات الدعم السريع، وهو كلام أيّده أيضًا مسؤول سابق في وزارة الخارجية والتنمية البريطانية مرتبط بفريق منع الجرائم.
الخطر الوشيك لم يكن قد طال إقليم دارفور، فما هي إلا مدة قصيرة مضت على إعداد التقرير لوزارة الخارجية، حتى اجتاحت أعمال العنف الإقليم، وبالأخص في المنطقة الغربية منه حيث ارتكبت ميليشيا الجنجويد، إبادة جماعية يُقدّر أنها أودت بحياة 300 ألف سوداني قبل عقدين من الزمن.
ورغم نفي الحكومة البريطانية وجود أي دوافع سياسية في تحديد مصطلح الإبادة الجماعية، يظل السؤال قائمًا:
لماذا تجاهلت لندن المخاطر التي كانت تهدّد دارفور ولم تمنع وقوع الإبادة؟
قناة نبأ الفضائية نبأ