أخبار عاجلة

دعوى قضائية في فرنسا: السعودية تواجه اتهامات بالتجسس عبر بيغاسوس

نبأ – تتجه الأنظار نحو القضاء الفرنسي بعد أن تقدّمت حنان العتر، أرملة الصحافي السعودي الراحل جمال خاشقجي، بدعوى قضائية تتهم فيها السلطات السعودية باستخدام برنامج التجسّس الإسرائيلي «بيغاسوس» لاختراق هاتفَيْها قبل أشهر من اغتيال زوجها داخل قنصلية الرياض في إسطنبول. خطوة تعيد ملف الجريمة إلى الواجهة الدولية تحت عنوان جديد: تجسّس عابر للحدود يقود إلى اغتيال سياسي، وتكشف مدى تورط الرياض في جرائم عابرة للحدود باستخدام التكنولوجيا.

وثائق الدعوى تشير إلى أن هاتفي العتر تعرّضا للاختراق في أبريل/نيسان 2018، حين كانت تتردد على فرنسا أثناء عملها مضيفة طيران، فيما أكّد فريق بحثي من Citizen Lab بجامعة تورونتو أن برامج التجسس زرعت على الهاتفين في الفترة نفسها. ويضيف توقيت الاختراق، بالتزامن مع استجوابها في مطار بالإمارات، بُعدًا دوليًا يربط بين التجسس والملاحقة السياسية المنظمة من قبل الرياض.

محامو حنان شدّدوا على أن الربط بين اختراق الهواتف وجريمة الاغتيال ليس تفصيلًا عابرًا، بل دليل على سلسلة إجراءات ممنهجة من الدولة السعودية مهدّت للجريمة، معتبرين أن إغفال هذا الرابط يعني تجاهل إحدى الخيوط الأساسية لكشف مسؤولية الرياض عن الجريمة.

الدعوى مرفوعة «ضد مجهول»، أي أنها تستهدف السلطة السعودية بصفتها الجهة التي أمرت باستخدام البرنامج، وتضع القضاء الفرنسي أمام اختبار نادر في مساءلة دولة عن عمليات تجسس أدّت إلى التصفية.

القضية تحمل أبعادًا حقوقية وسياسية واضحة: فهي تكشف كيف تستخدم السعودية أدوات إلكترونية متقدمة لملاحقة معارضيها، وتطرح تساؤلات حاسمة حول قدرة المجتمع الدولي على محاسبة نظام يواصل انتهاكات حقوق الإنسان وتصفية المعارضين بلا رادع.