نبأ – لم تعد الحرب في السودان مجرد نزاع داخلي، بل تحولت إلى ساحة مفتوحة للاستثمار في الدم تقودها شبكات دولية منظمة. فقد كشفت التحقيقات الأخيرة، وفق صحيفة “الغارديان” البريطانية، عن تورط لشركات مسجلة في المملكة المتحدة، باستغلال ثغرات قانونية خطيرة في نظام تسجيل الشركات وذلك لتجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال بجانب ميليشيا الدعم السريع المدعومة إماراتياً، والمتهمة بارتكاب جرائم حرب وتطهير عرقي ممنهج.
هذه الكيانات المشبوهة، وعلى رأسها شركة “زيوز غلوبال”، أدارها أشخاص خاضعون لعقوبات أمريكية بتهمة إدارة منظومة مالية ولوجستية معقدة.
هؤلاء المرتزقة الكولومبيون، وهم ضباط وجنود سابقون، لم يقتصر دورهم على القتال المباشر، بل تولوا مهاماً إجرامية شملت تدريب الأطفال على القتال وتشغيل أسراب الطائرات المسيرة المتطورة، مما ساهم بشكل مباشر في ارتكاب مذابح مروعة في دارفور والفاشر ومخيم زمزم، أسفرت عن إبادة آلاف المدنيين العزل.
تحويل ملايين الدولارات عبر واجهات بريطانية، انطلاقاً من شقق سكنية متواضعة وصولاً إلى تزييف عناوين في فنادق فاخرة، يكشف عن حجم التواطؤ الدولي في تمزيق الجسد السوداني.
ولا يمكن قراءة هذا المخطط التدميري بمعزل عن الدور الإماراتي المحوري؛ حيث تؤكد كافة المعطيات والتقارير الدولية أن أبوظبي هي الممول الفعلي والراعي اللوجستي الأول لهذه التحركات.
فمن خلال ضخ الأموال وتسهيل صفقات المرتزقة والسلاح عبر مسارات سرية، تظل الإمارات هي الشريان الحيوي الذي يغذي آلة القتل التابعة للميليشيا، ويصر على استمرار الحرب لتقويض سيادة الدولة السودانية ونهب مقدراتها.
قناة نبأ الفضائية نبأ