نبأ – بعد عقدٍ على استشهادهِ، يتبيّن أنّ الزمنَ لم يُطفئ حضورَهُ، بل أعادَ إنتاجَ نهجِهِ في الوعي العامِّ.. الشيخُ نمرُ باقرُ النمرِ، الذي كان إعدامُهُ على يدِ آلِ سعودَ محاولةً لإسكاتِ صوتِ حقٍّ مُعارِضٍ، رسّخَ خطابَ العدالةِ والكرامةِ، وصارَ مرجعيّةً أخلاقيّةً تتناقلُها الأجيالُ. هذه النتيجةُ المُعاكِسةُ لإرادةِ النظامِ القمعيِّ، أخرجت أفكارَهُ النيِّرةَ، وتفسيراتهِ للمظلوميّةِ التي يمنحُها بُعدًا سياسيًّا واجتماعيًّا.
فالحياةُ اليوميّةُ، وعلى اختلافِ المواقفِ، تشهدُ تجلِّيًا للمطالبةِ بالإصلاحِ ورفضًا للإقصاءِ والتمييزِ بين المواطنينِ. فما تلا جريمةَ إعدامِ الشيخِ النمرِ، كشفَ هشاشةَ الروايةِ الرسميّةِ التي راهنت على النسيانِ، إذ إنّ كلَّ موجةِ تضييقٍ، أعادت إحياءَ الأسئلةِ التي لطالما طرحَها حول الحُكمِ والحقوقِ الأساسيّةِ والإنسانيّةِ. وبدلَ أن ينجحَ الإعلامُ المقيَّدُ في طمسِ الأثرِ، ساهمَ في توسيعِ دائرةِ انتشارِ الثوابتِ التي أطلقَها..
وبين خطابِ الأمسِ ووقائعِ اليومِ، ماذا تغيّرَ؟ التناقضُ صارَ أوضحَ، بين سياساتِ آلِ سعودَ، وتطلّعاتِ المجتمعِ. ذلك أنّ الكلماتِ التي تتجذّرُ في الوعيِ، لا تُقمعُ بالأحكامِ ولا تُمحى بالقوّةِ. وهكذا، يبقى الشهيدُ النمرُ نهجًا حاضرًا، وشهادتُهُ علامةً فاصلةً في مسارِ المطالبةِ بالعدالةِ.
قناة نبأ الفضائية نبأ