نبأ – أثار انسحاب شركة سابك السعودية من مشروع المجمع البتروكيميائي في منطقة الدقم الاقتصادية بسلطنة عُمان حالة من الإرباك والقلق حول مستقبل المشروع، الذي كان يُنظر إليه بوصفه ركيزة لتعزيز الصناعة البتروكيميائية في المنطقة. وجاء الإعلان ليكشف، بشكل غير مباشر، عن ضغوط أعمق تواجه سابك والاقتصاد السعودي عمومًا، في ظل تراجع هوامش الربح العالمية وتباطؤ الطلب واشتداد المنافسة.
ورغم التأكيدات العُمانية بأن المشروع لا يعاني من ضعف الجدوى الاقتصادية، فإن قرار سابك يعكس إعادة ترتيب أولويات استراتيجية مرتبطة بتعثر القطاع البتروكيميائي السعودي. فقد تراجعت مؤشرات الربحية لدى الشركة، وخفّضت نفقاتها الرأسمالية، وأغلقت أصولًا خاسرة في الخارج، في وقت تواجه فيه شركات سعودية كبرى خسائر متزايدة نتيجة انخفاض أسعار النفط، والفائض العالمي في الإنتاج، وضغوط الإصلاح المالي.
هذا الانسحاب لا يمكن فصله عن سياق اقتصادي أوسع، حيث تسعى الشركات السعودية إلى تقليص المخاطر والتركيز على تحسين العوائد قصيرة الأجل بدل التوسع الخارجي.
وعلى الرغم من الرواية الرسمية التي تتحدث عما تصفه بزخم استثماري واسع، تُظهر البيانات الواردة في تقارير الشركات السعودية المدرجة خلال النصف الأول من 2025 اتجاهاً مختلفاً يقوم على إعادة هيكلة الإنفاق نحو مشاريع أصغر ما يكشف عن مشاكل عميقة في التمويل، فقد قلّصت سابك استثماراتها إلى 2.5 مليار ريال مقارنة بـ 5.4 مليارات ريال سابقاً، بينما رفعت شركات مثل ينساب وسبكيم ونماء من إنفاقها لدعم الطاقة الإنتاجية.
قناة نبأ الفضائية نبأ