أخبار عاجلة

القطيف والأحساء بين إرث الشهيد الشيخ نمر النمر وتشديد القبضة الأمنية

نبأ – رغم التحولات الاجتماعية والسياسية، ما زالت القطيف والأحساء تحملان ذاكرة الشهيد الشيخ نمر باقر النمر، كرمزٍ للمُطالبة بالعدالة والحقوق، حيث يبقى صدى كلماته حاضرًا في وجدان الناس ومؤثرًا في مسارهم نحو مستقبلٍ أكثر إنصافًا. فغياب الشهيد لا يمسحُ واقعَ المنطقة، مهما جرى عليها، إذ كانَ الصوت الذي يصدحُ بالحقّ ويكسرُ جدارَ الصمت في مراحل القمع.

في زمَنه، شكّلت المنطقتان مركزًا لحراكٍ مطلبيٍّ سلميٍّ، يطالب بالحقوق والعدالة ووقف تمييز النظام السعودي المُمنهج. كان الشيخ النمر حاضرًا في الوعي العام كرمزٍ دينيٍّ وسياسيٍّ، يربط الكرامةَ بالإصلاح، ويُواجه خطابَ النظام بلا مُواربة.

اليوم، وبعد عشر سنواتٍ على استشهاده، تبدو القطيف والأحساء وقد ازدادَت فيهما القبضة الأمنية وانعدمَت مساحات التعبير، في حالة صعبة. فإعدامُ الشيخ نمر باقر النمر مثّلَ نقطة تحوُل، إذ تصاعدَت الاعتقالاتُ التعسُفية بحقّ علماء دين ونُشَطاء منَ الطائفة الشيعية في المنطقة الشرقية، حيث لاحقَ آل سعود خطباء ومؤثرين بذريعة الأمن ومكافحة التحريض. كما سُجّلت حالات قتل ووفاة لشبّان تحت التعذيب أو مِن خلال المواجهات الأمنية، ما عمّقَ فعلَ الاستهداف الجماعي.
إلى جانب ذلك، تعرّضت مساجد وحُسينيّات لهجماتٍ إرهابية غذّتها خطابات كراهية طائفية لطالما روّجَ لها النظام في إعلامه. وترافقت هذه الأوضاع مع قيودٍ على الشعائر الدينية، ومراقبة للمنابر، وتشديد على النشاط الإعلامي والاجتماعي.

ورغم هذا الواقع، بقيَت القطيف والأحساء حاضنتَين لذاكرة المقاومة التي تستلهمُ مِن خطاب الشهيد النمر ومواقفه الجريئة. فاسْمه لا يزال حاضرًا، ونهجه لا يزال ثابتًا، مع كل فجرٍ يُشرق على الطُغاة.