نبأ – كيفَ يُمكنُ لكتابٍ أن يتحوّلَ إلى دليلٍ قانونيٍّ مُلهمٍ، في زمنِ القمعِ والاستبدادِ؟ بل ويفتحُ آفاقًا للكرامةِ والحُرّيةِ، ويجعلُ الكلمةَ أزيزًا في وجهِ الظلمِ.. “مرافعةُ الكرامةِ”؛ يُترجمُ صمودَ الشيخِ نمرِ باقرِ النمرِ في وجهِ سجّانهِ، ليخطَّ فصولًا مِن عزّتِهِ وكرامتِهِ، في وجهِ الطغيانِ.. ورقةُ حِجاجٍ، وردُّ اعتبارٍ، وإقرارُ عِزّةٍ، وتوقيعُ شهادةٍ، والأهمُّ.. وثيقةٌ قانونيّةٌ وحقوقيّةٌ تفضحُ نظامَ آلِ سعودٍ وتكشفُ عن بطشِهِم اللّامُتناهي في البلادِ.
نصٌّ حرفيّ، يتحدّى مُحاكمةً مُسيَّسةً وأحكامًا مُعَدّةً سلفًا، باتَ أصلًا دستوريًّا أعلى منَ “طاعةِ الحاكمِ”. يفكّكُ الشيخُ النمرُ فيهِ، مفهومَ ما يُعرفُ بـ”طاعةِ وليِّ الأمرِ”، مبيّنًا أنّها تُستخدمُ غطاءً شرعيًّا لسلبِ الحرّيةِ وإلغاءِ المواطنةِ. المرافعةُ تُسقِطُ تُهمةَ “الخروجِ”، وتؤكّدُ أنّ المطالبةَ السلميّةَ بالحقوقِ ليست تمرّدًا بل فعلَ عدالةٍ. كما تُوثّقُ كيفَ يجري تحويلُ الآراءِ والخُطَبِ إلى جرائمَ، وكيفَ يُصاغُ الادّعاءُ على أساسٍ طائفيٍّ.
وفي مواجهةِ القضاءِ التابعِ للسُلطةِ، يفضحُ الشيخُ النمرُ تغوُّلَ الداخليّةِ وغيابَ الخصمِ القانونيِّ الحقيقيِّ، رابطًا النصَّ بالكرامةِ وحقوقِ الإنسانِ، وجاعلًا الدولةَ خاضعةً للأخلاقِ لا العكسِ.
“مرافعةُ كرامةٍ”، شاهدٌ على قمعِ النظامِ الممنهجِ الذي يُجرّمُ الكلمةَ ويُغلّبُ السيفَ. فالقلمُ الذي سُمحَ بهِ للشهيدِ النمرِ لساعاتٍ، هزمَ وقتذاك سرديّةَ القوّةِ وكشفَ هشاشةَ الاتّهامِ، حتّى صارَ وصيّةً سياسيّةً للأجيالِ، وإدانةً مفتوحةً لنظامٍ قابلَ الكلمةَ بالإعدامِ.
قناة نبأ الفضائية نبأ