حصاد 2025: خلف ستار الوعود .. عام الانكشاف الخدمي والإهمال الإداري

نبأ – يستعرض حصاد عام 2025 واقعاً خدمياً مأزوماً في المملكة، حيث لم تعد الشعارات البراقة قادرة على حجب التصدعات العميقة في جدار الإدارة الحكومية التي انشغلت بالمشاريع الاستعراضية على حساب الأمان الخدمي للمواطن. فمنذ مطلع العام وتحديداً في يناير، بدأت تظهر ملامح التعثر مع توقف مفاجئ في مشاريع الصيانة البلدية، لتمتد الأزمة إلى فبراير الذي شهد تدهوراً لافتاً في جودة الطرق السريعة وزيادة في بلاغات الحوادث الناتجة عن سوء التخطيط الإنشائي وغياب الترميم. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل وصل قطار الإهمال إلى القطاع الصحي في مارس، حيث تسببت البيروقراطية في تجميد

افتتاح منشآت طبية حيوية كان المواطنون ينتظرون تدشينها لتقليل الضغط على المستشفيات المتهالكة.
ومع حلول شهر أبريل، جاءت الاختبارات المطرية لتعري زيف البنية التحتية، حيث كشفت الفيضانات أن أكثر من نصف أحياء المدن الثانوية تفتقر تماماً لشبكات الصرف الصحي، وهو ما تكرر في شهر مايو الذي شهد غياب الرقابة على الأسواق وضعف السيطرة على جودة الخدمات الأساسية. ومع دخول فصل الصيف في يونيو، ضجت منصات التواصل بشكاوى المواطنين من تردي نظافة المتنزهات العامة وتوقف الإنارة في شوارع رئيسية، ما عكس حالة من التراخي الإداري غير المسبوق.

وفي النصف الثاني من العام، وتحديداً في يوليو، برزت أزمة البطالة بين الخريجين الجدد كشاهد على فشل الخطط التنموية في استيعاب الكوادر الوطنية، تلاها في أغسطس تحول مشاريع الجسور التي كان يُفترض بها تخفيف الزحام إلى نقاط اختناق دائم بسبب سوء التنفيذ وتجاوز التكاليف. ومع العودة للمدارس في سبتمبر، صُدم الأهالي بواقع المباني التعليمية المتهالكة التي لم تشهد صيانة حقيقية طوال الإجازة، مما وضع سلامة الطلاب في مهب الريح نتيجة إهمال مخصصات الترميم الأساسية.

ختام العام لم يكن أفضل حالاً، ففي أكتوبر ونوفمبر تراجعت الثقة العامة في المؤسسات الخدمية نتيجة تراكم الإخفاقات، وصولاً إلى ديسمبر الذي شهد الكارثة الأكبر بغرق أحياء كاملة في جدة والمدينة المنورة؛ حيث غمرت السيول المحلات التجارية والمنازل، وأُغلقت الطرق الرئيسية، ليرسم هذا الشهر الختامي صورة واقعية لمملكة تعيش حالة من الانفصام؛ فبينما تتحدث السلطة عن “مدن المستقبل”، يغرق المواطن في الحاضر بسبب إهمال أبسط مقومات البنية التحتية، مما يؤكد أن عام 2025 كان عام الانكشاف الخدمي بامتياز.