تدور رحى الحرائق المتنقلة في معظم أرجاء البلدان العربية، تدور ومعها تدور عجلة المتغيرات الكبرى التي لن تنتظر صاحب سمو أو جلالة لكي تفرش له السجاد الأحمر على رقعة الشرق الأوسط الجديد، النموذج الذي طالما بشر به حلفاء آل سعود، مروحة العصف أو عصف المروحة في تطور الأحداث، طالت أصحاب العصف والحزم والأمر والأمل، ودولة الكهولة التي ذهبت تبحث عن أمجاد وانتصارات على جثث آلاف اليمنين الأبرياء من النساء والأطفال، لم تحصد سوى خيبة الأمل والخسائر المتوالية والمتراكمة، ولأن الزهايمر قد عشعش في عقول صناع القرار فاقدي الاتزان على المستويين الأخلاقي والسياسي، فالشعور بالذنب أو الهزيمة لا يلقى له موقع في حسابات هؤلاء، وأمام واقع الأرض والصمود اللذان سطرهما ثوار اليمن، تتبخر جميع الشعارات والأكاذيب والانتصارات الوهمية التي تسوقها مكائن الإعلام السعودي، كما تبخرت أكذوبة تدمير القدرات الصاروخية للجيش اليمني واللجان الشعبية في أول ربع ساعة من شن العدوان، تبخرت كلها مع أول صاروخ سكود يدك القواعد العسكرية في خميس مشيط، صمود على مستوى الجبهات الداخلية وتقدم ملحوظ على جبهة العدوان الخارجية، التقهقر على مستوى العدوان كعنوان للهزيمة لم يعد هو العنوان الوحيد، فقد رافقه تقهقر آخر على مستوى سلاح النفط الإستراتيجي، وبعد جهود حثيثة من خلال تكبد خسائر تخفيض أسعار النفط لكي تبقى مملكة النفط والدم متربعة على عرش الصدارة كأكبر منتج للنفط في العالم، عادت الولايات المتحدة وبسلاح النفط الصخري لتزيح الحليف المترنح عن عرش الصدارة وتكون هي اليوم أكبر منتج للنفط في العالم، وللحدث دلالته وارتدادته على المستويين الإقتصادي والاستراتيجي، ومع هذا كله مازالت مفاعيل الجنون الإدواري تسيطر على صناعة القرار، فإذا لم يكن اليوم موعد استفاقتهم، فمتى ستكون الاستفاقة ؟