بإيقاعِ حروبِ الحزم والهزم دخل المغامرون أتونَ الحرب على اليمن، فخيضت أشرسُ حربٍ همجية مع بداية عهدٍ اتَّسم بلونِ الدم الحرامِ في الأشهر الحرام، حربٌ أظهرت وجهَ آلِ سعود الحقيقي بدون أيِّ مكياج أو عملياتِ تجميل، فتوغُلُ آلةِ القتل الوحشيةِ في دماء الآلاف من الأبرياءِ اليمنيين، سقوطٌ أخلاقيٌ وإنسانيٌ مريعٌ لم يقف عند حدِّ الجنون في استخدام الأسلحةِ المحرَّمة على رؤوس المدنيين العزل، فحتى المستشفيات لم تسلمْ من نيران الحقد الدفين المستعرِ في قلوب سكان الصحاري القفار، وفي المقابل مازال أصحابُ الأرض المحروقة يقاومون آلةَ القتل بكل صلابةٍ وقوة وصبر، لينقلوا المعركةَ لأراضي المعتدين ويذيقوهم شيئاً من النيران مستهدفين العمق الإستراتيجي في منطقة عسير، حجمُ الهزيمة الإستراتيجية تتمثلُ في كلِّ صاروخ يسقط على أراضي المعتدين يومياً، وفي كل مساحةِ أرضٍ يصمدُ فيها الثوارُ تسقط ورقةٌ من أوراق المفاوض السعودي في جنيف، وفي منطقِ القوةِ لا مجالَ للضعفاء، ومن يملك الأرضَ يملك زمامَ المبادرةِ في المفاوضات، بعد أكثرَ من سبعين يوماً، اتضح ضعفُ أداء العدوان على جميع الجبهات، فلا مبادراتٌ ولا حلولٌ يمتلكها المغامرون، لا يمتلكون شيئاً سوى الاستمرارَ في حصد أرواح الأبرياء، ارتداداتُ الهزائم بدى واضحاً على سلاح الاقتصاد وهو السلاحُ الاستراتيجي المتبقي في جعبة آل سعود، وها هي تلوحُ في الأفق بوادرُ الاهتزاز بالتنحي عن صدارة المنتج الأول, وإعلانُ توقعاتِ العجز في الموازنات القادمة، كلُّ هذا وأكثر في الأشهر الأولى من العهد الجديد، ويبقى المواطنُ يتسائل دائماً، إلى أين تتجه مملكةُ القهر بالبلاد والعباد، وإلى أين ستنتهي مغامراتُهم؟