السعودية/ نبأ- قالت صحيفة "الحياة" المحلية، اليوم السبت، أن المكتب الإعلامي لما يُسمى بولاية صلاح الدين التابع لتنظيم الدولة المعروف بـ"داعش"، كشف عن تفاصيل مثيرة عن شخصية السعودي منفذ الهجوم على مصفاة بيجي في العراق، الخميس (11 يونيو 2015).
ونقلت الصحيفة، عن المكتب الإعلامي للتنظيم أن الانتحاري هو أبو معاذ الجزراوي، وهو إعلامي كان ينشط في مرافقة مقاتلي التنظيم في معاركهم عبر جهاز حاسوب كان يستخدمه في تنقلاته، إضافة إلى اقتنائه الدائم كاميرا من نوع "كانون".
وظهر "أبو معاذ"، واسمه الحقيقي نايف الجطيلي، سعودي الجنسية من منطقة القصيم، في تسجيل مصور نُشر الجمعة (12 يونيو) على شبكة الإنترنت، قبيل تفجير نفسه عبر وصية وجهها للجنرال الإيراني قاسم سليماني، ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، هددهم بأنهم سيتلقون هزيمة قاسية في محافظة صلاح الدين العراقية.
وقال أبو معاذ في الوصية: "إلى قاسم سليماني وحيدر العبادي، والله إنكم أرسلتم جنودكم إلى حتفهم في ولاية صلاح الدين، وأبشروا بما يسوؤكم بإذن الله، فإننا أرسلنا إليكم جنودًا لا يعرفون الهزيمة".
ووجه أبو معاذ (الجطيلي) رسالة إلى من أسماهم بـ"المجاهدين"، يقول فيها: "إخواني المجاهدين، عليكم بالمفخخات، حدثوا أنفسكم عن العمليات الاستشهادية، ففيها خير الدنيا والآخرة". فيما استقل سيارة ملغومة من نوع "هامر" وانطلق مسرعًا تجاه إحدى النقاط في مصفاة بيجي، وسط سيل من الرصاص الكثيف من القوات العراقية في محاولةٍ لإحباط العملية، قبل أن يُسمع صوت دوي انفجار تلته شعلة من اللهب ارتفعت إلى السماء، ثم تحول المكان إلى ركام.
وأدت العملية إلى مقتل أربعة من أفراد القوات الأمنية العراقية والحشد الشعبي، وإصابة ستة آخرين.
وشارك الجطيلي في المعارك التي شنها التنظيم في سوريا ضد قوات النظام في اقتحام الفرقة 17، واللواء 93، ومطار الطبقة بصفته إعلاميًّا ومصورًا صحفيا "يقتحم وينغمس لينقل للمسلمين انتصارات المجاهدين" وفقًا لتعبير أحد المقاتلين في التنظيم، ويدعى "الهزبر".
وقال الهزبر، عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إن الجطيلي أسرّ ذات يوم إلى قائده في التنظيم برغبته الملحة في تنفيذ عملية انتحارية في العراق، وسمح له بذلك، على رغم حاجتهم إلى خدماته الإعلامية، بحسب وصفه.
وقالت "الحياة" إن الانتحاري نايف الجطيلي الملقب بـ"أبو معاذ الجزراوي" هو شقيق المطلوب السعودي السابق فهد الجطيلي، الذي قُتل في اليمن أثناء إعداد عبوة متفجرة عام 2009.
وكان المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودية صرح في (19 يناير 2010)، بأن الجهات الأمنية المختصة علمت عن حدوث انفجار أثناء اجتماع عناصر من الفئة الضالة الموجودين في الخارج، ونتج عنه مقتل وإصابة بعضهم، ومن بينهم فهد صالح سليمان الجطيلي (28 عامًا) سعودي الجنسية، وهو أحد معتقلي جوانتنامو السابقين، وتمت استعادته عام 1427هـ وألحق ببرنامج الرعاية والمناصحة، ووفرت له الإمكانات كافة لمساعدته في العودة إلى أسرته ومجتمعه، إلا أنه هرب متسللا إلى الخارج، وانضم إلى تنظيم "القاعدة"، وورد اسمه ضمن قائمة المطلوبين الـ85 التي تم إعلانها عام 2009.