ستون ألف وثيقةً من وثائق ويكليكس كُشفت ومازال المزيدُ من معالم نسيجِ السياسة السعودية الخارجية، وثائقُ تخرج من أدراج “سريّ للغاية” إلى العلن وأمام الأشهاد، وثائقُ تثبت في طيّاتها الكثيرَ مما كان يُحكى عن ويُقالُ ويُكتب من قِبل الكثير من الكتّاب والمحللين.. خيوطُ اللعبة الخارجية السعودية مع أجنداتها باتت مكشوفةً بشكلٍ لا يقبل الشكَ أو الترديد، حجمُ الإنفاق المالي لشراء ذمم السياسيين والكتّاب ووسائلِ الإعلام بات معروفاً، واليوم كَشفت الوثائقُ حقائقَ العلاقةِ السعودية _الإسرائلية، ومستوى التنسيق المشترك في الكثير من الملفات التي تعصف بالشرق الأوسط، ومنها رسمُ حدودِ الحلفاء والأعداء، علاقةٌ لطالما أنكرها السعودي، بينما الإشاراتُ والدلائل وعلاقةُ الغرف المغلقة والتنسيقِ الخفي، كتب عنها الكثيرُ, البعضُ أرجعها من خمسينيات القرن الماضي والبعضُ الآخر أرجعها لبداية نشأة الكيان الإسرائيلي عام 1948، بعضٌ من العلاقة الخفية يُترجم اليوم عملياً على رقعة الشرق الأوسط، في محاربة آل سعود لكلِّ من يقول لا لإسرائيل، وفي سبيل ذلك يخوض حرباً ضد اليمنيين بشتى أنواع الأسلحة المحرمة، لا لشئ سوى لحماية حدود التحالف المتهاوي مع الكيان الإسرائيلي.. فضيحة الوثائق تهشِّم وجهَ السياسة السعودية وتنسف بقايا ملامحِه، وترسم مشهداً جديداً تبدو فيه السعوديةُ مجردةً من جميع أوراقها والمتبقي جميعُه مكشوف.