السعودية / نبأ – في باريس ربما وجد محمد بن سلمان في شهية السوق الفرنسية، ضالته التي يبحث عنها نظامه بعد تكدّر العلاقة بواشنطن.
كامب ديفيد لم تمنح الرياض ما تشتهيه من أسلحة واتفاقيات، مرد هذا الإحجام الأميركي وفق التقارير وتحليلات المراقبين، هو مراعاة الأولوية الإسرائيلية، وعدم المساس بمبدأ التفوق الصهيوني، في الشرق الأوسط.
إلا أن صفقات المليارات الإثني عشر، بين باريس والرياض، وعقود بناء المفاعلات الذرية، وشراء المقاتلات الحديثة، أثارت على ما يبدو حفيظة الإسرائيليين. في تل أبيب ثمة من يجد في زيارة محمد بن سلمان مناسبة للتأكيد على أهمية الحفاظ على التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي لا سيما في الوقت الحالي، نظراً للتحولات الكبيرة والمتلاحقة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط.
مركز اوروشليم لدراسة المجتمع والدولة، وفي تقدير موقف أجراه، اعتبر أن الصفقة السعودية الفرنسية تمس بالتفوق النوعي الإسرائيلي على الدول العربية.
على الرغم من إدراك الأوساط الإسرائيلية أن واشنطن لن تسمح للرياض بالذهاب بعيداً في سباق التسلح، إلا أن المركز الإسرائيلي يبالغ في التخوفات العبرية، ويحمل الرئيس الأميركي باراك أوباما المسؤولية الناجمة عن هذه المخاطر.
مخاطر يصور لها مركز أورشليم أسباباً في غاية الخطورة. وفق هذا السيناريو، فإن المملكة السعودية ليست مستبعدة عن ظاهرة تفكك الدول القائمة، وعند بلوغ تلك الفوضى الأراضي السعودية، ستقع الكميات الهائلة من السلاح المتطور في أيدي جماعات متطرفة، بحسب المركز الإسرائيلي.
هذه الأصوات الإسرائيلية لم تقتصر على إبداء مخاوفها، فبحسب ما ينقل موقع والّلا العبري فإن قادة الجيش الإسرائيلي طالبوا رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي مارتين ديمبسي، أثناء زيارة الأخير تل أبيب، بتعويض إسرائيل عن السلاح الذي حصلت عليه السعودية.
على الأرجح وعلى الرغم من هذا الإستياء الإسرائيلي، سيعود النظام السعودي إلى التنسيق مع الكيان العبري، فهو الخيار المرجح بين أوساط الطرفين، في وقت يرزح فيه الثنائي السعودي الإسرائيلي، تحت ترقب وقلق مشترك من توقيع الإتفاق النهائي بين إيران والدول الكبرى.