السعودية / نبأ – قالت مصادر دبلوماسية في العاصمة الروسية موسكو لصحيفة "الثبات" اللبنانية أنّ السعودية تندفع إلى موسكو لتوسيطها في تنسيق أمني تحت الطاولة بين الرياض ودمشق، والتي بدأ التمهيد لها بدعوة نبيل العربي دمشق للعودة إلى الجامعة العربية من الباب العريض، بإعلان العربي أن مقعد دمشق في أمان، وأن عضويتها مجمّدة، وبإمكانها العودة ساعة تريد.
ولفتت المصادر إلى أنّ طرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معادلة عن تحالف سوري – سعودي – قطري – تركي في وجه الإرهاب، جاء بعد اتصالات من قبَل القيادة السعودية، والتي تُوجِّت بزيارة ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع محمد بن سلمان، الذي طرح تنسيقاً أمنياً مع دمشق.
وتشير هذه المصادر في تقرير للكاتب أحمد زين الدين في الصحيفة إلى أن السعودية تعرف تماماً خطورة الإرهاب التكفيري الذي تعاني منه سورية والعراق، لأنها هي المساهمة الأساسية في تكوينه وتمويله، لأن الرياض أفرجت عن آلاف السجناء الخطيرين، ومنهم من كان محكوماً بالإعدام، ووفّرت لهم ولعائلاتهم مبالغ مالية كبرى، من أجل أن يتوجّهوا إلى القتال في سورية والعراق.
كما لفتت إلى أنّها غضّت الطرف عن دعوات وفتاوى التكفير التي انطلقت بشكل واسع في المملكة، سواء من المساجد الوهابية أو من محطات التلفزة المموَّلة منها أو من قطر، إضافة إلى تسهيلها في مختلف الأشكال تدفق الإرهابيين إلى البلدين، ناهيك عن المبالغ الخيالية التي كانت تخصص للمجموعات الإرهابية، كما أنها أسهمت بشكل مباشر في تكوين مجموعات إرهابية وتمويلها، كحال "جيش الإسلام" بقيادة زهران علوش.
ووفقاً للمصادر، باتت السعودية تدرك أن الخطوة المقبلة للمجموعات الإرهابية ستدقّ أبواب المملكة بقوة، وباتت أجهزة أمنها واستخباراتها في حالة قلق شديد أمام تدفق المعلومات عن الآلاف المؤلفة من التكفيريين الذين تعجّ بهم السعودية وينتظرون إشارة "خليفتهم" أبو بكر البغدادي.
وترى المصادر، أنّ السعودية وصلت إلى الجدار السميك، فهي بعد 53 شهراً عجزت عن إخضاع دمشق، ولم تستطع أن تفرض وصايتها على بغداد، رغم كل المرارات، وبرزت كم هي قاصرة أمام صمود صنعاء، رغم تعدد أشكال جرائمها في القصف الجوي الذي يطال البشر والحجر والشجر والتاريخ والتراث في كل أنحاء اليمن؛ في إجرام نادر، قد تكون أهوال المغول أقل منها.
وتشير المصادر الدبلوماسية في موسكو إلى أن ردّ الجانب السوري على لسان وزير الخارجية وليد المعلم أن ذلك "يحتاج إلى معجزة"، كان بمثابة رفض "دبلوماسية الغرف المغلقة"، فعلى الرياض وأنقرة والدوحة الكلام فوق الطاولة وإعادة العلاقات، والاعتراف علناً أن الإرهاب في سورية هو كما الإرهاب في السعودية أو ليبيا، أو حتى في 11 أيلول 2001.
الكاتب أشار إلى أنّ هذا الموقف السوري الواضح ترافق مع إنجازات ميدانية بارزة وتوجيه صفعة قوية لغرفة عمليات "موك" في الأردن، أو في هزيمة العدوان التركي في الشمال، من خلال إحباط وهزيمة الهجمات الإرهابية الواسعة المدعومة من تركيا على حلب، وهو ما جعل رجب طيب أردوغان يهدد بتدخّل عسكري في حلب.