لن يحتاج العالمُ لتصريحٍ من النّاطق باسم العدوان السّعودي على اليمن، لكي يعرفَ أنّ المملكةَ متورِّطةٌ في كلِّ الحالاتِ، وورطتُها بعد إعلانِ الهدنةِ الإنسانيّة هو على قدْر ورطتِها المفتوحةِ قبل الإعلان عن الهدنة.
المملكةُ تظنّ أنْ لا مخرج لها إلا في الحربِ والإمعانِ في القتْل، ولكنّها لا تجدُ أن التدمير الكامل لليمن، ومنذ مئة ويزيد من الأيام، قد أدّى لإركاع اليمنيين وإخضاعهم للهيمنة السعوديّة.
وحين بدأ يتّسعُ الرّدع اليمنيّ للعدوانِ، وأخذت الضّربات تتجاوز الحدود، وتُصبُّ الحِممُ في المواقع العسكريّة داخل الأراضي السّعوديّة؛ ظنّت الرّياض أنّ الأمر لن يتجاوز طلوع الشّمس أو غروبها، إلا أنّ المفاجأة اليمنيّة لم تنقطع، بل هي، وكما يقول أهلها وقادتها، لمّا تبدأ بعد…
تُجرِّب الرياض حظّها في كلّ الاتّجاهات. ولكنّها لم تحصد إلا الحسرة والخيبة.
سواء أقرّت المملكة بالهدنةِ، التي خابَ الأملُ في استمرارها، أو لم تقر، فإنّ اليمنيين لهم الله وأهل اللهِ، ولا يحتسبون سواه، ولا يعوّلون على الطيران إلى جنيف، ولا على الطائرات التي تحلّ على جناح الهدنة.. رهانهم صمودُهم الذي لا يُنكَر، وعزيمتُهم التي يعرف وطأتها الجنودُ الفارون من المواقع العسكريّة السّعودية.