إيران / إرنا – أعلن مساعد وزير الخارجیة الإيراني أن بلاده تنتهج سیاسة واضحة وشفافة تجاه دول المنطقة، معتبرا زیارة الوزير جواد ظریف لهذه البلدان خطوة لتنمیة العلاقات في ظل المناخ الجدید.
وأكد مساعد الوزير للشؤون العربية والأفريقية حسین أمیر عبداللهیان في حديث صحفي السبت 25 يوليو/تموز أن إيران لا تعقد صفقات مع أي جهة خارجیة حول قضایا المنطقة، مشيرا الى أن بعض الحساسیات لدی بعض دول منطقة الخلیج وخاصة السعودیة منذ بدء المفاوضات النوویة تحولت أحيانا الی معارضة علنیة للعملیة التفاوض الإیجابیة.
ولفت في هذا الإطار الى أن وزیر الخارجیة السعودي السابق سعود الفیصل زار فیینا خلال مفاوضات العام الماضي، حيث التقی نظيره الأمريكي جون کيري وأعرب له عن قلقه من سرعة المفاوضات بین إیران والسداسیة ما أدى الی إبطاء سرعة المفاوضات في تلك المرحلة.
وردا على ذلك أكدت إيران أنها تتفاوض فقط حول الملف النووي السلمي لا حول ملفات إقلیمية.
إيران ستستمر بدعم محور المقاومة
ولفت الدبلوماسي الإيراني الى موقف الدول الحليفة من الاتفاق النووي قائلا إن دول محور المقاومة شعرت بدورها ببعض القلق، لكنها تثق بإيران وتزداد ثقتها عندما تشاهد أن سلوكها یتطابق مع کلامها وأنها لاتتبع سیاسة ازدواجیة.
وشدد على أن بلاده دافعت وستدافع عن لبنان وفلسطین وعن حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، لافتا الى أنه "حتی خلال الأوضاع الصعبة في سوریا وعندما کان البعض یطالب برفع الدعم عن حماس بسبب بعض مواقفها الخاطئة تجاه سوریا، فإن الجمهوریة الإسلامیة واصلت دعمها لحماس".
وأشار عبد اللهيان إلى أن إيران لم تترك حلیفتها سوریا، وبغض النظر عما اذا کانت المفاوضات النووية ستصل في النهاية الی نتیجة أم لا فإن إیران متمسكة بأولویاتها تجاه دول المنطقة والجوار ومحور المقاومة.
إيران منعت الإرهابیین من إسقاط الأسد
وأعلن عبداللهيان أن إيران تعلن بکل فخر أنها منعت الإرهابیین من إسقاط الرئیس السوري بشار الأسد، موضحا: "یسود الیوم هاجس کبیر فی أوروبا والمنطقة عن أنه في حال سقوط الرئیس بشار الأسد فإن الإرهابیین سیکونون البدیل وسیحكمون البلاد وهذا الواقع في سوریا بات واضحاً للجمیع".
ونوه الى أن إیران تشعر بالفخر لدعمها الحکومة السوریة في مواجهة ومکافحة الإرهاب مؤكدا: "لدینا علاقات مع المجموعات السوریة المعارضة التي تؤمن بالعمل السیاسي وتدعم العملیة السیاسیة في سوریا، الی جانب دعمنا للحکومة السوریة في مواجهة الإرهاب".
أمن السعودية من أمن المنطقة واستمرار العدوان على اليمن خطأ استراتيجي
أما بالنسبة للسعودية، فقال حسین أمیر عبداللهیان: "أکدنا مراراً أن أمن المنطقة بما فیها السعودیة هو من أمن الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، لكن سیاسة بعض المتشددین داخل السعودیة الیوم تجر المنطقة الی الصراع وزعزعة الأمن والاستقرار، والدلیل سلوك السعودیة في البحرین والیمن ودورها السلبي تجاه قضایا المنطقة مثل العراق وسوریا ولبنان، ولذلك أؤکد لكم أننا نرحب بالحوار مع السعودیة ونأمل بأن تتخلی في أسرع وقت عن سیاسة الحروب فهي سیاسة خاطئة تماماً، وهو خطأ استراتیجي کبیر في منطقة حساسة ومتأزمة کمنطقتنا".
وأكد عبد اللهيان عدم وجود أي مستشار عسکري أو خبیر سیاسي إیراني في الیمن، بينما كانت إیران أول دولة استجابت لطلب الحكومة العراقیة بإرسال مستشارین عسکریین لمساعدة هذا البلد في مكافحة الإرهاب، وکذلك في سوریا وحسب طلب الحكومة القانونیة والشرعیة، "لدینا مستشارون عسکریون یساعدون سوریا في مجال التصدي للإرهاب".
هذا ويبدأ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الأحد 26 يوليو/تموز جولة تقوده إلى الكويت ثم قطر والعراق، حيث سيحتل الاتفاق الذي أبرمته إيران في الـ14 من يوليو/تموز في فيينا مع القوى الست الكبرى صدارة مباحثاته في هذه الدول.