الملك سلمان اختارَ أن يكون يوم إجازته الطّويلة إلى شواطيء فرنسا، مناسَبةً لإعلانِ هدنةٍ إنسانيّة في اليمن.
وكأنّ الملك يريد أن يظهرَ إنسانيّاً أكثر من نجله محمد بن سلمان، الذي اختار أن يُغادر إلى فرنسا قبل شهرين، ويقضي إجازته، بعيداً عن العدوان المستمر على اليمن، والدّمارِ الأسود الذي يرتدّ يوميّاً داخل عُمق الأراضي السّعودية عبر العمليّات التي تتطاير على المواقع العسكرية في نجران وجازان.
هل تصمد هدنةُ الخمسة الأيام التي تبدأ غداً الأحد؟
اليمنيّون غير معنيين بمشاريعَ الهدنة التي تأتي من دولةِ العدوان. ما يشغلهم هو مواجهة العدوان المتواصل، والإعداد الجاد ليوم الحسْم الأكبر، وعلى طريق الخطوات الإستراتيجيّة التي أنذر بها سيدُ أنصار الله، وقالَ بأنّها ستُطِلّ قريباً على رؤوس الغزاة.
الملك الذي حَملَ معه ما يزيد على ألفٍ من الحاشية للاستمتاع بشواطيء باريس؛ لن تنفعه الهدنةُ المزعومة في إبعادِ شبحِ الجرائم غير المحدودة التي يرميها ابنه على اليمنيين منذ أكثر من أربعة أشهر، وعلى مرأى ومسمع من العالم المسلوبِ الضّمير… وسيكون على الملك، وهو ينتظرُ استياءَ الفرنسيين المحرومين من شاطئهم، أنْ يختارَ إجازته في الخارج لتكون فرصةً ليُعيد النظر في شؤون الدّاخل، وأن يستعين بأنوار باريس وجمال شواطئها لإزالةِ الجنون والهستيريا والظلاميّات التي تزحفُ في كلّ مكان داخل المملكة.. عندها سيوجد هناك منْ ينتظر عودة الملك إلى البلاد، وإلا فالغيابُ واحدٌ، في الحلِّ والتّرحال..