إنّها اللّعبةُ المفضَّلةُ للأنظمةِ الاستبداديّةِ حينما تجد نفسَها أمام حائطِ الصّمود الشّعبي والضّغوطِ الدّوليّة… تتكابرُ وتتجبّرُ، وتُحرِّكُ كلّ أوراقها في الفوضى الهدّامةِ وخلْط الأوراق، بدءاً من لعبةِ العنفِ، ومروراً بمسرحياتِ الإرهاب، وليس انتهاءاً بأضحوكةِ التدخّل الإيراني..
النظامُ في البحرين، الذي عجزَ عن وأد الثّورة الشّعبيّةِ المتّقدةِ منذ ما يزيد على خمسٍ من السّنوات؛ اختارَ أن يحرقَ الأخضرَ واليابس، ولو كانت النّتيجةُ معاناةً لا حدود لها للمواطنين الذين لم يطلبوا شيئاً غير الحريّةِ والكرامةِ والعدالة. حرقَ النّظامُ الوطنَ ليهربَ من تنفيذِ إصلاحاتٍ حقيقيّة وشاملة. حرقَ الأرواحَ، واستباحَ الحرماتِ، وفتحَ الحدودَ للجيوشِ الأجنبيّةِ والمرتزقةِ من كلّ البلدان؛ ليُجبرَ البحرينيين على الرّكوعِ وتنكيس الرّايات.
إلا أنّ البحرينيين، المثخنين بالجراح، لم ينحنوا، ولم يترجعوا، وحناجرُحم ما بحّتْ ولا صابَها الصّدأ.. وسترةُ التي أعطت للثورةِ خيرةَ شُبّانِها؛ لم تنكسر عزيمتها، ولم تذوب هامتُها.. منذ أن تشرّبت أرضُها وضلوعُها ثورةَ الهامةِ التي فجّرها رأسُ أحمد فرحان… فلييأس النّظامُ… وليضربَ كلّ جنونِه على العبثِ والضّياع.. فعقاربُ السّاعةِ لن تعود إلى الوراء.. وزمنُ الرابع عشر من فبراير بدأَ.. ولن ينتهي..