أفادت نشرة "إنتيليجنس أونلاين" الأسبوعية الاستخبارية الفرنسية (عدد 716) في تقرير لها أن المملكة العربية السعودية في حالة تأهب قصوى تحسبا لهجمات من داعش التي لا تبعد عنها الآن سوى نحو 100 كلم من جانب الحدود العراقية.
ويقول التقرير إن هذا الوضع الأمني القلق سوف يختبر فعالية البرنامج السعودي "الطموح" للدفاع وحماية الحدود الذي استغرق بناؤه وتجهيزه سنوات عدة، وتحصلت الرياض من خلاله على بعض من أحدث الأجهزة التكنولوجية ومكنها من تعزيز التحالفات العسكرية السرية.
وقد وُضع الحرس الوطني على خط الجبهة، حيث أمر الملك عبد الله مؤخرا بنشر حوالي 30 ألف جندي سعودي على الحدود مع العراق. ويتولى الإشراف على جنود الحرس الوطني، بقيادة ابن الملك متعب بن عبد الله، شركة أمريكية عسكرية خاصة "فينيل" (Vinnell)، وقد جهزته بأحدث المعدات، بما في ذلك مروحيات بلاك هوك، كما سيكونون مدعومين أيضا بقوات من النخبة الباكستانية.
ووفقا لمصادر نشرة "إنتيليجنس أونلاين"، فقد ناشدت المملكة العربية السعودية حلفاءها الإستراتيجيين في الوقت الذي اخترقت فيه داعش الحدود السورية العراقية في بداية يونيو الماضي.
وعلى هذا، سارع رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الباكستاني، رحيل شريف، رجل الرياض في إسلام آباد، لتلبية النداء وتقديم المساعدة. والمعروف عن الجنرال شريف أنه أشرف على إمداد السعودية بالمدربين العسكريين الباكستانيين لسنوات عديدة.
وكشف التقرير أن وحدة القوات الخاصة في مصر: 777 (المعروفة أيضا باسم "لواء الصاعقة")، التي يشرف عليها فريق من المستشارين الأردنيين، أُرسلت أيضا إلى المملكة العربية السعودية وعلى استعداد لتقديم دعم حال توغل مقاتلي داعش، وفقا لما نصت عليه الصفقة السرية المبرمة في القاهرة يوم 21 يونيو من قبل الملك عبد الله والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
ويتصدر الخط الأمامي، برنامج تطوير حرس الحدود، ويضم مجموعة من أجهزة الاستشعار وأجهزة الرادار ومراكز مراقبة الحدود على طول الحدود السعودية مع العراق، والتي تبلغ حوالي 800 كلم، وهو مصمم من الناحية النظرية لأن يكون قادرا على الكشف عن أي تسلل.
وفقا لمصادر نشرة "إنتيليجنس أونلاين"، فرغم تأخر نشر الجنود المستقدمين، فإن نظام مراقبة الحدود، والذي ثُبت تدريجيا منذ عام 2009 عن طريق مجموعة "كاسيديان" التابعة لشركة "ايرباص"، تم تشغيله في هذا الجزء من المملكة.
لكن مع ذلك، فإنها لا تزال تعتمد بشكل كبير على الشركة الأوروبية في تشغيل المعدات والأجهزة، وذلك بسبب التأخر الكبير في تدريب ضباط المملكة العربية السعودية.
وقال التقرير أيضا إنه في محاولة لتقويض داعش قبل تقدمها إلى حدود المملكة العربية السعودية، يحاول بندر بن سلطان، المستشار الملكي المعين مؤخرا لأزمتي العراق وسوريا، ضمان منع انضمام القبائل التي تعيش في الصحراء بين البلدين، مثل العنيزة والمطيري، إلى القوات المهاجمة.
كما يحاول بندر أيضا إبعاد عشائر الأنبار القوية، وخصوصا قبيلة دليم بزعامة حاتم سليماني، عن تأثيرات داعش.