مقدمة المسائية | النّارَ تشتعل من الدّاخلِ، وموقدُها من الدّاخلِ أيضاً

لما يكن مفاجئاً أن يكونَ منفِّذ التفجيرِ الانتحاريّ في مسجدِ الطورايء بعسير؛ سعوديٌّ، وعمرُه واحدٌ وعشرون عاماً.
يعني ذلك أنّ النّارَ تشتعل من الدّاخلِ، وموقدُها من الدّاخلِ أيضاً. البيانُ الداعشيُّ تُليَ في مناطق القتالِ التي تعملُ المملكةُ على تأجيجها منذ خمسة أعوامٍ، وتزجّ فيها النيرانَ والحطبَ البشريّ والأيديولوجيّ.
الحزنُ على ضحايا التفجيرِ لا ينبغي أنْ ينسيناً أن ثمّة فوضىً في الدّاخلِ والخارج. فوضى لا يمكن الغفلة أنّ تجّار الدّماء السّعوديين يُمعنون في تسخينها، وزيادة الفوضى فيها، ومن كلّ مكان.
فسادُ ماليّ، وبطالةٌ متدحرجة، وانكماشٌ اقتصاديّ يُنذر بالإفلاس.. يترافقُ مع قمع سياسيّ، وكبت ممنهج للحريّات العامة، وضمورٌ متنامٍ للاحترام الإقليمي.. يُعزِّزه الوقوع في أفخاخ الحروب والأزمات الإقليميّة.. على هذا النّحو يمكن للمرء أن يتأمّل خارطة الانهيار الوشيك لمملكةِ النّفطِ والفتاوى المتوحِّشة.