الأوضاعُ المتأزِّمة داخل الأسرة الحاكمة في المملكة، ليس حديثاً موتوراً أو تسريباتٍ من مصادرَ مجهولةٍ. هي حقيقةٌ ينقلها أمراء معروفون بالاسم والصّفة.
الوسائل الإعلاميّة التي تُديرها المملكةُ لا تكفّ عن نسْج صورةٍ أخرى عمّا يجري فيها. تُصرّ هذه الوسائل على صياغة مخيّلةٍ بعيدةٍ عن الواقع. تتحدّث عن نجاحاتٍ في اليمن والبحرين ومصر، وعن قدرةٍ فولاذيّة في الدبلوماسيّة وفي كسْر التوازنات الإقليميّة والدّوليّة، بل والتحكم في الانتخابات الأمريكية. تريد هذه الوسائل أن تُظْهر المملكة وكأنّها سيّدة القوم التي لا تخطيء، ولا تقعُ في الأفخاخ، ولا تكفّ عن صناعة المعجزات.
الأموال التي تصنعُ هذه المُخيِّلات العريضة لا تدوم. والأسلحة المتطوِّرة لا تصنع دولاً محترمة، وقد تكون سبباً لانهيار أكبر الأمبراطوريّات. ما يحتاجه المواطنون ليس الأحلام، ولا العبقريّات الرقميّة.. ما يحتاجونه هو أن يروا بأمّ العين وبلمْس اليد.. دولةً تحترم شعبَها، وتوفّر الأمنَ والاستقرار للمواطنين وللجيران.. دولةً تمنح النّاسَ حقوقهم التي منحهم اللهُ تعالى إيّاها.. ليكون الجميع سواسيّة في الثروةِ وفي إدارة حاضر البلادِ ومستقبلها..