لا جدوى من التّعتيمِ الإعلاميّ عمّا يجري من استنزافٍ للسّعوديّةِ في اليمن.. ولا منفعة من الدّخولِ المتزايد في مستنقعِ الجنوبِ والانفصال عن الشّمال.
الصّورةُ المُصوَّرةُ تختصرُ الحقيقةَ كلّها. والحقيقةُ اليمنيّةُ تجمعُ بين الإصرار على مواجهة العدوان، وبين المأساةِ التي لا تكفُّ الطائراتُ الحربيّة عن ابتكارِ مشاهدِها المُفجعةِ كلّ يوم. ولعلّ “تعز” ودماءَ نسائها وأطفالها لن تكونَ آخر الابتكاراتِ السّعوديّة.
في المشهدِ الأوّل ثمّة نموٌّ للخياراتِ الإستراتيجيّة.. المواقعُ العسكريّة السعوديّة في الحدّ الجنوبيّ باتت ألعوبةً بيد المقاتلين اليمنيين.. والصّواريخُ التي تتطايرُ على القواعدِ والمطاراتِ العسكريّة داخل المملكة.. تقول للرّياض بأنّ ردْعَ العدوان ليس له قيودٌ، ومن الممكن أن يتجاوزَ ما هو أبعدُ من الحدودِ الجنوبيّة..
أمّا مشهدُ المجازر الغزيرةِ في اليمن.. فهو العارُ الذي سيظلّ لصيقاً بالأعرابِ الذين تضخُّ الطائفيّةُ وعُشقُ الاستبداد الشّرورَ في عروقهم.. وتجعلهم مثالاً غير مشرِّفٍ على الأمةِ التي أذلّها الأعداءُ والغرباء…