أخبار عاجلة

مايكل مالوف: البحرين تُرحّل مسؤولًا أمريكيًا بضغط سري من المملكة العربية السعودية

مايكل مالوف، موقع وورلد نت دايلي WorldNetDaily

يشير طرد البحرين الأخير لمسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية بعد زيارة قام بها إلى قادة المعارضة الشيعية، والذي كان نتيجة ضغط من المملكة العربية السعودية، إلى تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والرياض.

فلقد أعلنت البحرين أن مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل توم مالينوسكي هو شخصٌ غير مرحب به، أو شخصٌ "لم يعد موضع ترحيب"، بعد أن اجتمع مع قادة الوفاق، أكبر مجموعة شيعية في البلاد.

واحتج وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على طرد الحكومة البحرينية لمالينوسكي. كما انتقد كيري مطالب المسؤولين البحرينيين "غير المقبولة" والتي تفرض حضور ممثلين عن وزارة الخارجية البحرينية أثناء عقد الاجتماعات الخاصة، بما في ذلك تلك التي تتم في سفارة الولايات المتحدة في المنامة.

وبدورها، وجهت حكومة البحرين اتهامات إلى أعضاء من المعارضة بسبب اجتماعهم مع مالينوسكي.

فقد اتهمت السلطات البحرينية الشيخ علي سلمان الذي يرأس جمعية الوفاق، ومساعده والعضو السابق في البرلمان خليل المرزوق، بإجراء اتصالات مع ممثل حكومة أجنبية، لكون ذلك يتعارض مع القانون الجمعيات السياسية في البحرين، وفقًا للمدعي العام البحريني.

ولمواجهة خطورة هذا الحدث، قال كيري في بيان لوزارة الخارجية الأمريكية إنه "يجب أن تكون نشاطاتنا متوافقة مع علاقتنا الثنائية القوية" ويحتاج كلا الجانبين إلى "تجديد عملية المصالحة".

وغالبية سكان البحرين هم من الشيعة، ويحكمهم نظام ملكي سني بقيادة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.

ومنذ بداية الربيع العربي في عام 2011، كانت هناك مظاهرات شيعية مناهضة للنظام بسبب مزاعم التمييز والاعتقالات التعسفية. وقد أصبحت هذه المظاهرات عنيفة بسبب إرسال المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة قوات إلى البحرين لحفظ النظام ولا تزال هذه القوات موجودة حتى الآن على الأراضي البحرينية.

وتتهم الملكيات السنية في البحرين والمملكة العربية السعودية إيران الشيعية التي يقودها رجال الدين بإثارة المشاكل بينها وبين شيعة البحرين في محاولة لتوسيع نفوذها على هذه الجزيرة.

تقع البحرين بين إيران والمملكة العربية السعودية في الخليج العربي. وهي حليفٌ قويٌ لواشنطن وتستضيف مقر الأسطول الأميركي الخامس.

والأسطول الأمريكي الخامس مسؤول عن القوات البحرية في الخليج العربي والبحر الأحمر وبحر العرب وأجزاء من المحيط الهندي.

ويقول مسؤولون أمريكيون إن إجتماع مالينوسكي مع الوفاق كان منسقًا مع السلطات البحرينية قبل وصول مالينوسكي إلى البحرين. وورد عدم حدوث أي اعتراضات إلى أن تحدث مسؤول بحريني من وزارة الداخلية بصوت عال أثناء المناقشات التي تناولت الإجتماع.

وقجد فاجأ الحدث الجميع على حين غرة، بمن في ذلك مالينوسكي. وقال مسؤولون بحرينيون إن مالينوسكي الذي يزور البلاد في مهمة رسمية، قد انتهك البروتوكول الديبلوماسي، من دون أي تفسير.

وتقول المصادر إنه نظرًا للعلاقات الجيدة بين الولايات المتحدة والبحرين وحقيقة تمركز الأسطول الخامس هناك، فإن البحرين لم تثر أي اعتراض من تلقاء نفسها وأنه من المرجح، أن يكون ذلك بحسب المصدر، بناءً على طلب المملكة العربية السعودية، "راعية البحرين في المنطقة."

وبالنظر إلى المظلة الأمنية التي وفرتها المملكة العربية السعودية السنية للبحرين القريبة جدًا من إيران الشيعية، تقول المصادر إن المنامة فعلت ذلك استجابةً للضغط السعودي.

ويؤكد هذا الحدث مدى تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والذي بدأ العام الماضي.

فقد انزعج السعوديون من الولايات المتحدة منذ فشل إدارة أوباما في دعم الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، المقرب من السعوديين.

والعائلة المالكة أيضًا غاضبة من عدم اتخاذ واشنطن أي إجراءات تجاه سوريا، فيما يتعلق بالضغط من أجل الإطاحة بحليف إيران الرئيس السوري بشار الأسد، وهو من الشيعة العلويين.

وقد خلصت الرياض إلى أنه لم يعد من الممكن الوثوق بالأمريكيين بشأن المسائل المتعلقة بالشرق الأوسط، وخاصة في العلاقات مع إيران.

وقد خاضت الولايات المتحدة أشهرًا من المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي، الذي يعتقد الغرب أنه ستار لصنع أسلحة نووية. وقد تم تأجيل المحادثات في الوقت الحالي، ولكن يمكن استئنافها في الأشهر القليلة المقبلة.

وقد دفعت هذه التطورات السعوديين إلى اتخاذ قرار الحفاظ على النفوذ السني بنفسها من دون تنسيق مع واشنطن، لأن الرياض لم تعد تريد أن تمارس الولايات المتحدة سياسة توازن القوى.

كما أن السعوديين قلقون أيضًا من امتداد نفوذ إيران إلى حلفائها الشيعة، أي سوريا ولبنان وحكومة الرئيس العراقي نوري المالكي، التي تواجه انتفاضة سنية من قبل داعش.

وداعش هي مجموعة منشقة عن تنظيم القاعدة، ومعروفة سابقًا باسم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام، وهي تتلقى جزءًا من التمويل من السعوديين.

ومنذ بدء الربيع العربي، شنت المملكة العربية السعودية، الدعامة الأساسية للمسلمين السنة، حربًا بالوكالة ضد إيران الشيعية في مختلف المناطق، بما في ذلك البحرين وسوريا واليمن والعراق. وتتخوف الرياض من بسط نفوذ إيران في دول الخليج العربي، كما حدث مؤخرًا في عمان وقطر.