مقدمة المسائية | دروسٌ تمتدُّ من الرياض إلى المنامة لن يؤثّرَ مخاضاتُ مسقط، ولا قمّةُ الزّهايمر في واشنطن

إنّه، إذن، النّموذجُ اليمنيّ في ردّ العدوان وردْعه. عمليّاتٌ نوعيّةٌ لا تهدأ.. ولا تعرفُ التلاعبَ أو الفبركاتِ الإعلاميّة. عملياتٌ مستمرّةٌ منذ أنْ دخلَ اليمنيون مرحلةَ “أُذن للذين يُقاتلون”، وبدأتْ معها الضّرباتُ المتدرّجةُ.. والمتدحرجةُ الموجّهةُ ضدّ المواقعِ العسكريّةِ التابعةِ للعدوانِ السّعوديّ.

النّموذجُ اليمنيّ في الرّدْع نقيضٌ في الشّكلِ والمضمون مع النّموذج السّعودي في العدوان. هناك ثمّة قيمٌ وأهدافٌ عادلة. وهنا، ثمّة جرائمُ وانتهاكاتٌ لا تعرفُ الحدودَ والمباديء. في نموذج الرّدعِ اليمنيّ، الجنودُ هم الأهداف، والمواقعُ العسكريّةُ هي الدائرةُ التي تُوجّه إليها الضّربةَ القاضية. أما النموذجُ العداونيّ، فالأطفالُ والمستشفياتُ والمدارسُ والمساجد.. هي الأهدافُ المفضّلةُ للقتلةِ ومصّاصي الأوطان.

في مأربَ كان درسٌ لأولئك الذين ينسجون المؤامرات.. وفي الحدودِ الجنوبيّة دروسٌ أخرى تمتدُّ من الرياض إلى المنامة.. والخلاصةُ كلّها لازالت قيْد الإعدادِ والتّصاعدِ.. ولن يؤثّرَ فيها، قياماً وقعوداً، لا مخاضاتُ مسقط، ولا قمّةُ الزّهايمر في واشنطن….