لبنان / نبأ – قالت مصادر في "تيار المستقبل" لصحيفة "الأخبار" اللبنانية أن "أحداً لا يملك جواباً شافياً عمّا إذا كانت السعودية قد قررت فعلاً إنقاذ رئيس التيار النائب سعد الحريري من ورطته المالية، خصوصاً أن الغضب في حال انفجاره لن يرتدّ على الحريري وحده، بل أيضاً على السعودية التي ضحّت بجمهورها على أبواب عيد الأضحى".
وأعربت المصادر عن أملها بأن "تصدق الوعود الحريرية هذه المرة، رغم أن الواقعية تشير إلى عدم وجود ما يشي بحلول قريبة، وإلى أن كلام الحريري قد لا يتعدى التخدير لتهدئة النفوس".
وأشارت الصحيفة في مقال سابق، إلى تردّي الوضع المالي في التيار (المستقبل)، لافتةً إلى أنّ موظفو المستقبل بلا رواتب منذ أكثر من ستة أشهر، ودخلت الأزمة المالية شهرها السابع، والمملكة لم تخرج سعد الحريري من أزمته، لكن بحسب مسؤولين مستقبليين، "الناس تخطّوا الحريري، وبدأوا يلومون المملكة لتركها حلفاءها يشحدون اللقمة".
يأتي ذلك، في وقت أوقفت وزارة العمل السعودية الخدمات عن شركة سعودي أوجيه، المملوكة لسعد (الحريري)، بسبب عدم دفع الشركة لرواتب عمالها منذ عدة اشهر، وهو الامر الذي يعكس مدى الازمة المالية التي تعصف بالشركة والتي تعتبر من أكبر الشركات في منطقة الشرق الاوسط.
ويعني ذلك تعطيل الخدمات تعليق منح تأشيرات العمل لموظفي الشركة ومنعها من الاستقدام، ووقف تجديد تأشيرات الموظفين لديها بما فيهم كبار المسؤولين الذين هم من الجنسية اللبنانية.
وتأتي هذه المشكلة المالية للشركة رغم ما تحصل عليه من دعم النظام السعودي، لا سيما خلال عهد الملك عبد الله، وتشير تقارير الى انها حصلت على مشاريع بمليارات الدولارات بالتكليف المباشر من الديوان الملكي، من دون الدخول في مناقصة عامة مع شركات أخرى.
وكان المغرد السعودي مجتهد توقع في شهر فبراير الماضي انتهاء الشركة، لان الحريري الابن مكروه من ولي العهد محمد بن نايف وولي ولي العهد محمد بن سلمان، مرجحا ان تحل محلها شركة مملوكة لنائب لبناني مقرب من الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط.
يذكر أنّ الجهة المعنية بالجهات الخارجية هي وزارة الخارجية السعودية في عهد الأمير الراحل سعود الفيصل، حيث أنّ الوزير الجديد عادل الجبير المعين من قبل محمد بن سلمان، لا يملك أي صلاحيات لإتخاذ القرارات في الوقت الحاضر، وتصدر قرارات مخصصات الميزانية في وزارة الخارجية من قبل محمد بن سلمان.
الجبير، يطلب اذن ابن سلمان لإتخاذ أي قرار، حسب ما يؤكد مراقبون، مشيرين إلى أنّ السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري ونادر الحريري – مستشار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري – وفؤاد السنيورة، سافروا إلى الرياض مؤخراً مطالبين بمستحقات مالية لم تدفع، وقال أنّ رد الملك سلمان ونجله محمد كان سلبياً.
ويشير مراقبون إلى أنّ تيار المستقبل ليس وحده أسير قبضة الحكم الجديد على المال، بل ثمة موجة إستياء في السفارات السعودية في مختلف البلدان، حيث كان وزير الخارجية السابق سعود الفيصل يتخذ القرارات بنفسه حول الميزانية المخصصة لسفراء الدول، والأحزاب والحركات الموالية للمملكة في الخارج، وهذا ما أكدته الوثائق المسربة ان في ويكيليكس أو تلك التي سربها الجيش اليمني الإلكتروني مؤخراً.
هذا، وتواجه المملكة عجزاً في الميزانية يزيد عن توقعاتها بمقدار الضعف نتيجة تراجع أسعار النفط وعوامل أخرى ما سيدفعها إلى سوق الدين الخارجي للمرة الأولى في عشر سنوات، حسبما توقع تقرير اقتصادي نشرته مؤخرا شركة "جدوى للاستثمار" المصرفية السعودية.
ولم يأخذ التقرير في الاعتبار التكلفة المترتبة للعدوان على اليمن بقيادة المملكة والتي دخلت شهرها الخامس، كما لم يأخذ في الاعتبار خفضا محتملا في إنتاج الخام أمام الارتفاع المتوقع للإنتاج النفطي الإيراني، بعدما توصلت طهران إلى اتفاقية نهائية مع مجموعة (5+1) في نهاية يونيو/حزيران الماضي.