الهروبُ تحت جُنْحِ الحصانةِ الدّبلوماسيّةِ لا يعني البرءاةَ من الجريمة واقترافِها. قد يستطيعُ المجرمُ أنْ يفرَّ مؤقتاً، وأن يتغطّى تحت سوادِ السفّارةِ أو فوق طائرةٍ يهربُ منها، وبعيداً عن موقعِ الجريمة.. إلا أنّ الحقيقةَ لا تنتظرُ إذناً دبلوماسيّاً أو قراراً بإسقاطِ الحصانةِ، لكي تُصبحَ حقيقةً بيضاء، لا غبار عليها… حقيقةُ النّظامِ الفاسدِ، المُوغِل في بحورِ الانتهاكاتِ والتّجاوزات.. هي حقيقةٌ منظورةٌ ومسموعةٌ وموثّقةٌ في داخلِ المملكةِ وخارجها.. يعرفُها أهل مكّة وشِعابها.. ويعرفها النّشطاءُ الذي هتفوا في واشنطن.. واجتمعوا اليوم في جنيف مندّدين بالتعذيب في سجون المملكة.. ومحذّرين من نظامٍ قضائيّ يكتبُ أحكامَ الإعدام على الشّبان وكبار السّن الأبرياء.. وبسهولةٍ تفوقُ سهولةَ تقريرٍ رسميّ يبريء المجرم الحقيقيّ في كارثة الحرم المكي…
الملفاتُ في المملكة متداخلةٌ تداخلَ الفساد بالاستبداد.. والسّلطاتُ تُصرُّ على خلْط الأمورِ إمعاناً في اختلاطِ أمْرِها ورؤيِتها بالدّماء اليمنيّةِ الغزيرة التي تُذكِّرنا بها محنةُ الأقصى الشّريف وهي تنتظر عاصفةَ حزْمٍ من التّحالف السّعوديّ لإنقاذ أولى القبلتين وثالث الحرمين الشّريفين.. انتظارٌ سيطولُ، ولن يكون.. لأنّ الرياضَ قالت كلمتها: نتياهو قويٌّ ومنطقيّ.. أما اليمنيّون في هذا العُرف فمجرمون، محتلَّون، وأعداءُ.. فما بالكم كيف تحكمون؟!