الحجّاجُ يتوافدون على عرفات.. والأكفُّ ارتفعتْ أكثر فأكثر إلى ربّ السماءِ، طلباً للرحمةِ والغفران.. عيدُ الأضحى يمرّ على العالمِ العربي والإسلاميّ وهو في وضْعٍ يُشبه العيدَ الذي مضى.. إلا أنّ الآمالَ لا تزال معلّقةً بأستارِ الكعبةِ التي تهتزّ بالتضرُّع والدّعاءِ الصّادقِ على أملِ أن يعمّ الفرجُ والأمنٌ والاستقرارُ بلادَ المسلمين والعالم..
المملكةُ لم تقدِّم ما يُزيل عن العالمِ موجاتِ الأسى والمعاناة. وعلى الذين يزرعون الأملَ تقعُ مسؤولياتٌ كبيرةٌ لإقناعِ الضحايا من الشهداء والجرحى والمنكوبين.. بأنّ الظلمَ إلى زوال.. والطّغيانَ ليس إلا جولةٌ واحدةٌ ثم ينتهي.. هذا الأملُ باقٍ ببقاءِ الأرضِ والسّماء.. والرّبوعُ الطاهرةُ.. والأماكنُ المقدَّسةُ ستكون ميدانياً ليرتفعَ الصّوتُ المُجَلْجِلُ بالخلاصِ والحريّةِ وزوال سُحبِ الحروبِ والفتن.. وأن يأتي اليوم الذي يخرجُ فيه الأحرارُ من سجونهم الظالمة، ويُغرِّدون من أجل الوطن.. من غير أن يرْجُفَ فيهم الأملُ.. ومن غيرِ أن يسقط عليهم عَسَفٌ أو سيّاف…