السعودية/ نبأ- قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن وفاة 717 حاجا جراء التدافع مشعر "منى" بالسعودية، هو الحادث الأكثر دموية منذ عام 1990، عندما لقى 1426 حاجا حتفهم، إثر تدافعهم في نفق "المعيصم" الذي يربط بين مكة المكرمة ومنى.
يأتي حادث منى الذي يعد اﻷسوأ خلال موسم الحج هذا العام، بعد أقل من أسبوعين من سقوط رافعة في الحرم وهو الحادث الذي أودى بحياة 111 شخصا وإصابة 394 آخرين.
ورأت الصحيفة أن تزايد أعداد الطبقة الوسطى عالميا، تسبب في زيادة عدد المسلمين الذين يؤدون فريضة الحج، ما أدى إلى زيادة الضغوط على السلطات السعودية التي تستقبل ملايين الحجاج سنويا من شتى أنحاء العالم.
من المرجح أن يثير حادث "تدافع منى" اليوم، المخاوف من عدم امتلاك المملكة العربية السعودية للبنية التحتية ووسائل النقل والسلامة العامة التي تؤهلها للتعامل مع موسم الحج "أكبر موسم هجرة بشرية سنوية في العالم".
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان، سلسلة من الحوادث التي وقعت خلال موسم الحج في السعودية، أبرزها حادث عام 1990، الحادث الذي وقع في يناير 2006 حيث تسبب تدافع الحجاج على جسر الجمرات في ثاني أيام التشريق إلى مقتل 360 حاجا.
وقع حادث تدافع آخر وقع في منى عام 2001، وأدى إلى مقتل نحو 35 شخصا، وفي عام 1998 تسبب حادث تدافع آخر في مقتل نحو 180 حاجا إثر سقوطهم من فوق جسر خلال رمي للجمرات.
لقى 340 حاجا على الأقل حتفهم عام 1997، إثر حريق شب قبالة منى، نتيجة للرياح العاتية، وفي عام 1994، قتل 270 حاجا إثر حادث تدافع أيضا في منى.
ونقلت الصحيفة عن مضاوى الرشيد، عالمة الأنثروبولوجيا واﻷستاذة الزائرة في كلية لندن للاقتصاد، قولها أنه "لا توجد محاسبة .. إنها صدمة.. هناك حادث يتكرر كل عام تقريبا ويخلف عددا من القتلى."
بدأت الحكومة السعودية أعمال بناء توسعية في جميع أنحاء مكة المكرمة قبل نحو عشر سنوات، في بداية عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي توفي في يناير الماضي .
وأضافت الرشيد، حفيدة آخر حاكم من أسرة الرشيد الحاكمة في حائل، "التوسعات والتجديدات تتم تحت ذريعة خلق مساحة أكبر للحجاج المسلمين، ولكنها ستار للاستيلاء على الأراضي والأموال الطائلة من قبل الأمراء وغيرهم من السعوديين".
يأتي الحادث في الوقت الذي يقوم فيه الحجاج منذ الصباح برمي جمرة العقبة قبل أن يبدوا بالطواف ونحر الأضاحي.
يؤدي نحو مليوني حاج اضافة إلى مئات الآلاف السعوديين والمقيمين في المملكة فريضة الحج، رغم الحادث المأسوي الذي شهده الحرم المكي في وقت سابق هذا الشهر وأسفر عن مقتل 111 شخصا بسبب انهيار رافعة عملاقة.