السعودية/ نبأ- قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في مقال تحت عنوان "التدافع في الحج يشوه صورة السعوديين في باكستان"، أن كارثة تدافع الحجاج في منى، التي أدت إلى وفاة عشرات الباكستانيين، تركت العديد من العائلات تتساءل عما حدث لذويهم.
وأوضحت الصحيفة انه على "على مدى سنوات، كانت المملكة العربية السعودية تحظى بتبجيل الباكستانيين، وكانت أرقى من أن يوضع حولها أية علامات استفهام أو نقد، لكن أخذ حادث تدافع منى الشهر الماضي من بريق الصورة المجيدة للمملكة في إسلام آباد".
وأشارت الصحيفة أن حادث منى أثار حالة من الغضب العلني غير المعتادة التي دفعت الحكومة الباكستانية لتحذير الشبكات التليفزيونية الحكومية من انتقاد السعوديين في الإذاعات الإخبارية والبرامج الحوارية.
وفي المقابل، واجهت وسائل الإعلام الباكستانية توجيهات الحكومة بانتقادات لاذعة.
وقالت افتتاحية صحيفة "ذا نيشن" الناطقة باللغة الإنجليزية: "الحكومة الباكستانية – التي ينبغي عليها ملاحقة السعوديين – تغطي على هفواتهم، وتظهر لا مبالاة لا تعد ولا تحصى للحجاج الباكستانيين".
وكانت باكستان حليف وثيق للمملكة العربية السعودية، التي قدمت مبالغ سخية للجيش وغيرها من المساعدات لإسلام آباد على مر السنين، وفقا للصحيفة.
ويمتلك رئيس الوزراء الباكستاني علاقات خاصة وثيقة مع السعودية: فبعدما أطاح الجيش بحكومته سابقا في عام 1999، ذهب إلى المنفى في الرياض، لكنه خيّب آمال مستضيفته السابقة في إبريل الماضي عندما صوت البرلمان الباكستاني برفض مطالب السعودية إرسال قوات وطائرات وسفن حربية إلى اليمن.
ومباشرة بعد حادثة التدافع في 24 سبتمبر الماضي، حاول المسؤولون الباكستانيون التقليل من حجم الكارثة، من خلال الادعاء في البداية وفاة 10 باكستانيين فقط، مع الاعتراف بفقدان ما لا يقل عن 300 آخرين، ومنذ ذلك الحين، يتخذ كبار المسؤولين الحذر في تصريحاتهم بشأن التدافع.
وقال المسؤولون يوم الاثنين الماضي إن حصيلة الوفيات الباكستانية ارتفعت إلى 76 شخصا، مع عدم معرفة أماكن وجود ما لا يقل عن 60 آخرين.
وصرحت وزارة الصحة السعودية بلوغ عدد الوفيات 769 حاجا، وإصابة 934 آخرين، رغم أن بيانات أكثر من 20 دولة ترفع حصيلة الوفيات إلى أكثر من 900 شخصا.