الفعلُ غيرُ القوْل.. واللّعبُ في الخفاءِ غيرُه اللّعبِ على المكشوف…
يمكن للمملكةِ أنْ تزرعَ الإرهابَ.. وتحتضن التكفيريين.. ولكنّها أعجزُ من أنْ تصْمد أمام حقيقةِ نفسِها في العَلن وأمام الملأ..
لهذا، فإنّ انزياحَ الموقفِ السعوديّ حيال التدخّل العسكري الروسي في سوريا؛ وحديثُ الرياض عن “حلّ سياسيّ”.. هو أمرٌ طبيعيّ بالنسبةِ للحكّامِ الذين يجيدون لعبةَ التخفّي والظهور.. اللعبةُ التي يتوسَّلُ بها السعوديون في سياستهم الداخلية والخارجيّة…
إنْ صحّ التهديد المباشرُ الذي وجّهه بوتين إلى تركيا والسعودية على خلفية دعْم الإرهاب في سوريا؛ فإنّ الرياض وصلَتها رسالةٌ شديدةُ اللّهجةِ من الدّب الرّوسي الذي يبدو أنّه تحسَّسَ بأنّ الارتداد الإرهابيّ أوْشكَ أن يصل إليه، ورأى بأنّ عليه أن يوجِّه الإنذار الأوّل والمباشر إلى منْ يعنيه الأمر، وإلى المتّهم الأول بدعم الإرهاب.. فكان ما كان في اللقاءِ الذي جمعه مع محمد بن سلمان…
وإذا كان ابن سلمان المسؤولَ الأكبر غيرَ النّاطقِ في المملكة.. فإنّ ردود الأفعال الرّوسيّة كفيلةٌ بإنطاقِ الحجْرِ.. وإخراس الألسنة…