حلّت التّجارةُ وصفقاتُ التّسليحِ.. وغابت حقوقُ الإنسان وقيمُ الديمقراطيّة.. هذه حالُ الغربِ حينما يحلُّ ضيفاً على الممالكِ المتخمة بالنّفط والاستبداد.
حلّ ورحلَ رئيسُ وزراء فرنسا.. ولم يجد المواطنون رحيقاً من الإدعاءاتِ الديمقراطيّة التي يغرِّد بها الساسةُ الغربيّون في كلّ مكان.. ولكنّها تنقطعُ فجأةً حين يُسْمَعُ صوتُ رجالُ الأعمال..
قيل بأن باريس ستثير قضايا حقوقيّة مع الملك سلمان.. وكأنّ المسؤولين في المملكة بانتظارِ دعوةٍ من عاصمةِ الأنوار، أو هي على وشَكِ الاقتناعِ بتحسين سجلّها الأسود.. ولكنّها تنتظرُ مساعدةً من فلاسفةِ التنوير الفرنسيين الذين يرتدون اليوم بذلات البزنس وقبّعاتِ المحاربين الذين يُحسنون الظّن بجرائم إسرائيل بحقّ الفلسطينين.. ويغضّون الطرف عن انتهاكاتِ الحكّام المستبدين في الخليج…
أكذوبةٌ كانت ولازالت حينما تُصبح كفّتا الميزانِ جامعةً بين صفقاتِ الرّبح والموت.. وملفاتِ حقوق الإنسانِ والعدالة. أكذوبةٌ لأنّها تغفلُ عن الحقيقةِ التي يقولها روبرت فيسك بلسانٍ مبينٍ بأنّ الإرهاب الدّاعشي الذين يُهدّد قسماً كبيرا من المواطنين في المملكة.. ينبتُ من ذاتِ الأرض التي يحكمها أولئك الذين يهدمون تراثَ الرسول الكريم.. وحين يجرؤ سياسيّ غربيّ على الإقرار بهذه الحقيقة؛ حينها يمكن أن تُفتح الآذانُ لتصريحاتهم الورديّة عن حقوق الإنسان والديمقراطية… وقبل ذلك.. فالنّفاقُ هو السّيدُ والحكَم…