الإرهابيُّ لم يُحقّق هدفه المُراد.. والمواطنون احتشدوا، وأكثر من ذي قيل، في الحسينيّة التي كان يُراد استهدافها.
الدّاعشيّ أخفقَ في الوصول إلى الهدف، ولكنّه نجحَ في إعادة إحياء المطلبِ الشّعبيّ الذي سعت السلطاتُ في المملكةِ إلى التهرُّب منه، وهو الوقوف في وجهِ التكفير الرسميّ الذي ينطق به المسؤولون الكبار والأمراء والمفتون…
مطلبٌ يؤكد النشطاءُ والمواطنون أنّ تحقيقَه يتمّ فقط عبر تجريم الكراهية المذهبيّة، وإغلاقِ الأفواهِ والمنابرِ والصّحفِ والفضائيّات التي تغذّي التكفيرَ كلّ يوم، وتشحن الرؤوسَ بالكراهيّات والعنف التكفيريّ…
من غير ذلك، فإنّ حفرةَ التكفير في المملكة لن تُرْدَم.. وستزداد امتلاءاً بحِمم الحقد المذهبيّ مع صمت حكّام المملكة عن الدّواعش الذي نطقَ باسهم مفتي المملكة عقب هجوم سيهات وأفتى ببدعة إحياء ذكرى شهادة الإمام الحسين بن علي…
صمتُ الحكّام.. وضوضاء الدّواعش الجالسين في مؤسسات الدولة.. هو صكّ الاتّهامِ الأوّل الذي يُدين المملكة.. مهما تغنّجت في الحديثِ عن التسامح ومكافحة الإرهاب.. ومهما وسّعت من الهروب عبر أتربةِ الحروب الخارجيّة…